للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِى فِى طَعاَمِهِ اللَّيْلَةَ. فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَانْطَلَقتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ،

ــ

بضم الطاء والعين، أى طعام طاعمين كثير فى الأكل، ويكون طعم جمع طعوم، أى أنها تشبع من كثر أكله. وقيل: [يكون] (١) معناه: طعام مسمن، ومن أسمائها أيضاً: شفاء السقم، ومصونة، وبرة وطيبة، وشراب الأبرار، وهمزة (٢) جبريل أى غمزته بعقبه.

وقوله: " ليلة قمراء إضحيان ": أى مقمرة، وهو إنما سمى قمراً من الليلة الثالثة إلى أن يبدى، فإذا أخذ فى النقص فهو قمير، قاله ابن دريد، وقد تقدم تفسير إضحيان وهو بمعناه، ورواه بعض شيوخنا: " ليلة قمر إضحيان " على الإضافة.

وقوله: " إذا ضرب على أصمختهم ": أى آذانهم، يريد [بأصوات] (٣) ناموا، قال الله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِم} (٤) أى أنمناهم. وأصله: منعناهم السمع بنومهم؛ لأن من نام لا يسمع، وواحدها صماخ، وهو ثقبها الغائر، ويقال بالسين أيضاً، حكاهما صاحب العين.

وقوله: " فما تناهتا عن قولهما ": أى صرفهما وردهما.

وقوله: " هن مثل الخشبة غير أنى لا أكنى " المعنى: والهنة يعبر بها عن كل شىء وعن العورة، والمراد هنا الذكر، وإنما أراد بذلك سب أساف [ونائلة] (٥) وإغاظة الكافرين بذلك.

وقوله: " [فانصرفتا] (٦) تولولان ": الولولة: صوت الدعاء بالويل، قاله صاحب العين.

وقوله: " لو كان أحد من أنفارنا ": جمع نفير أو نفر، أى من أنصارنا ورجالنا الذين ينفرون لدعائنا ونصرنا، وكذا جاء فى رواية السمرقندى: " أنصارنا ".

وقوله: " فاستقبلهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وهما هابطان، قال: ما لكما؟ "، كذا فى الأصل، وفى غيره مفسر " هابطان من الجبل "، وكذا ذكره البزار فى مسنده.

وقوله: " قال له كلمة تملأ الفم ": أى عظيمة لا شىء بعدها، كالشىء الذى يملأ الشىء، ولا يسع معه غيره، أو يكون معناه: لا يمكن ذكرها وحكايتها، كأنها تسد فم


(١) من ح.
(٢) فى ح: هزمة.
(٣) ضرب عليها فى نسخة ز، وساقطة من ح.
(٤) الكهف: ١١.
(٥) ساقطة من ح.
(٦) هكذا فى الأصل، ح، وفى أصل الحديث فى المتن: فانطلقتا.

<<  <  ج: ص:  >  >>