للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَفَرَتْ عَيْنُهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: لاَ أَدْرِى. قَالَ: قُلْتُ: لاَ تَدْرِى وَهِىَ فِى رَأسِكَ؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ الله خَلَقَهَا فِى عَصَاكَ هَذِهِ. قَالَ: فَنَخَرَ كَأَشَدِّ

ــ

الذى قتله ثم أحياه له: " ما كنت أشد بصيرة فيك منى الآن ".

وقوله: " مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه من كره عمله، أو يقرؤه كل مؤمن " (١) وهذه الرواية يحتج بها من جعل هذا مجازًا، وأنها إشارة إلى سمات الحدث عليه، ويدل عليه قوله: " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ". والوجه الآخر: أنه على ظاهره، فقد يعمّى الله عنه أبصار مَنْ أراد ضلالته وبصيرته، كما أعماهم عن عوره وتصويره. وقد جاء فى الحديث الآخر: " مكتوب بين عينيه ك، ف، ر " (٢) هذه صور تحقيق لا تجوز فيها.

وقوله: " فى بعض سكك المدينة "، قال الإمام: السكة: الطريق، وجمعه سكك. قال أبو عبيد: السكة: الطريق المصطفة من النخل، وسميت الأزقة سككاً لاصطفاف الدور فيها.

قال القاضى: ما قاله حسن صحيح كله، وكأنه فسر به قوله: " فى بعض سكك المدينة " وليس هذا اللفظ عندنا فى كتاب مسلم فى روايتنا، وإنما فيه: " فى بعض طرق المدينة " (٣).

وقوله: " ناهز الاحتلام " (٤): أى قارب، وكذلك جاء فى الحديث: " الآخر قارب الاحتلام ".

وقوله: " فأخذتنى منه ذمامة " (٥) بفتح الذال المعجمة، قيل: الذمامة الاستحياء. وقال الخليل: ذممته ذمَّا: لُمتُه وقد تكون الذمامة من هذا، [التى] (٦) منه لوم على ما قلته واعتقدته فيه.

وقوله: " جاء بعس (٧) " وهو القدح الكبير.

وقوله: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حسين بن حسن بن يسار، حدثنا ابن عون، كذا هو فى كتاب مسلم. وأبو حاتم الرازى يرى أن حسين بن حسن صاحب ابن عون ابن يسار. وشك فيهما البخارى (٨) بعد أن جعلهما ترجمتين، فقال آخراً: حسين بن حسن ابن يسار أبو عبد الله البصرى من آل مالك بن يسار، أراه هو الأول، وفى أصل القاضى


(١) حديث رقم (١٠٥) بالباب التالى.
(٢) حديث رقم (١٠٢) بالباب التالى.
(٣) حديث رقم (٨٧) بالباب.
(٤) حديث رقم (٨٩) بالباب.
(٥) حديث رقم (٩٠) بالباب.
(٦) فى ح: التنى.
(٧) فى ز: بعين، والمثبت من ح.
(٨) التاريخ الكبير، برقم (٢٨٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>