ــ وقوله: " إن الدنيا آذنت بصرم ": أى أشعرت وأعملت بانقطاع. وقوله: " وولت حذاء مدبرة ". قال الإمام: قال أبو عبجد: هى السريعة الخفيفة التى انقطع آخرها، ومنه قيل للقطاة: حذاء لقصر ذنبها مع خفتها وحمارٌ حذاء أى: قصير الذنب. وقوله هذا مثل؟ لأن القصير الذنب أو ما قطع ذنبه لم يبق وراءه شىء، فكأنه قال: إن الدنيا أدبرت منقطعة عنكم سريعة الانقطاع. وقوله: " لم يبق منها إلا صبابة "، قال الإمام: قال أبو عبيد (١): الصبابة: البقية تبقى فى الإناء من الشراب، وقد تصاببتها: إذا شربتها. وقوله: " وهو كظيظ من الزحام ": أى ممتلى، يقال: كظه الشراب كظيظاً: وفى حديث الحسن (٢) حين ذكر الموت فقال: " كظ ليس كالكظ ": أى همّ يملأ الجوف ليس كسائر الهموم، لكنه أشد، يقال كظنى الأمر: إذا ملأنى وشغل قلبى. وقوله: " حتى قرحت أشداقنا "، قال القاضى: أى أصابتها جراح من خشونة ورق السمر. والبردة ثوب، وهو كساء مخطط. وقيل: هى الشملة، والنمرة أيضاً، وجمعها برد، وقيل: كساء مربع أسود فيه صفر. والعرب تسمى الكساء الذى يلتحف به بردة. والبرد، بغير تاء: نوع من ثياب اليمن الموشية.