للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدٍ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أبِى وَابْنُ بِشْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أبِى وَقَّاصٍ يَقُولُ: وَاللهِ، إنِّى لأوَّلُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَالَنا طَعَامٌ نَأكُلُهُ إلا وَرَقُ اَلحُبْلَةِ، وَهَذا السَّمُرُ، حَتَّى إنَّ أحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أصْبَحَتْ بَنُو أسَدٍ تُعَزِّرُنِى عَلَى الدِّينِ. لَقَدْ خَبْتُ، إذًا، وَضَلَّ عَمَلِى.

وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ نُمَيْرٍ: إذًا.

١٣ - (...) وَحَدَّثنَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا وَكِيع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِى خَالِدٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَالَ: حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ العَنْزُ، مَا يَخْلِطُهُ بِشَىْءٍ.

ــ

بالخاء المعجمة، وهو دليل الحديث لاغترابه بالتبدى وانقطاعه عن الناس، وقد يكون " الحفى " بالحاء المهملة: أى الوصول، لا سيما لقرانه بالغنى. ولا فضيلة للغنى إلا مع بذل المال وصلة الأرحام، وأحد معانى الخفى: الوصول. قال الصدفى: صوابه بالخاء المعجمة.

وقال بعده فى حديث يحيى بن حبيب الحارثى: حدثنا المعتمر، قال: سمعت إسماعيل، عن قيس عن سعد. هذا هو الصحيح وكان عند بعض شيوخنا فيه: عن قيس ابن سعد وهو خطأ، وإنما هو قيس بن أبى حازم. وكذا جاء بعد فى السند الآخر عن قيس، عن سعد وكذا أخرجه البخارى (١) وقال بعده: حدثنا يحيى بن حبيب أخبرنا وكيع. كذا لابن الحذاء، وعند سائر شيوخنا: حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا وكيع.

قوله: " ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة، وهو السمر " كذا وقع عند عامة الرواة، وعند الطبرى وشيخنا التميمى: " وهذا السمر " ووقع فى البخارى (٢): " إلا الحبلة وورق السمر "، وكذلك ذكره أبو عبيد (٣). والحُبْلة بضم الحاء وسكون الباء.

قال الإمام: قال أبو عبيد: هما ضربان من الشجر. وقال ابن الأعرابى: الحبلة: ثمر السمر، شبيه اللوبيا. وقال غيره: ثمر العضاة.

وأما قوله: " تعزّرنى عن الدين "، قال القاضى: قال الهروى (٤): معناه: توقفنى والتعزير: التوقيف على الأحكام والفرائض. وقال الطبرى: تعزرنى: أى تقومنى وتعلمنى، ومنه: تعزير السلطان، أى تقويمه بالتأديب وقال الحربى (٥): التعزير بمعنى: العتب واللوم.


(١) و (٢) ك الرقاق، ب كيف كان عيش النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ٨/ ١٢١.
(٣) و (٤) انظر: غريب الحديث ٤/ ٢٢.
(٥) انظر: غريب الحديث ٤/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>