وقوله: " فإن عجلت به بادرة ": أى غلبته بصقة أو نخامة بدرت منه فلم يقدر على حبسها.
وقوله: أرونى عبيرًا، قال الإمام: قال أبو عبيد: العبير عند العرب الزعفران وحده. وقال الأصمعى: هو أخلاط تجمع بالزعفران. قال ابن قتيبة: ولا أدرى القول إلا ما قاله الأصمعى لقوله - عليه السلام -: " أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين ثم تخلطهما بعبير وزعفران ". والتومة حبة تعمل من فضة كالدرة.
قال القاضى: وقوله: " فأتى بخلوق ": هو طيب يخلط بزعفران وهو العنبر (١) على ما تقدم تصحيحه قبل، ويدل عليه قوله: " أرونى عنبرًا " ثم قال: " فجاء بخلوق ".
وإمساك النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العرجون فى يده على عادة العرب من إمساك المخاصر فى أيديها، وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل هذا. وفى حديث قبله: " وفى يده عسيب نخلة ". وفى الحديث تعظيم المساجد وتنزيهها عن الأقذار، وقد تقدم هذا فى الصلاة، وجواز تطييبها وتجميرها، إلا أنّ مالكاً رأى أنّ الصدقة أفضل، لا أنه كره التجمير، وكفى فى ذلك بإجزائه عمل المسلمين على مر الأعصار فى المسجد الحرام، ومسجد النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى ذلك.
وقوله: " فثار فتى من الحى يجهد ": أى قام يجرى، كما جاء فى الرواية الأخرى.
وقوله: " بطن بُواط ": هكذا ضبطه أهل اللغة بضم الباء وتخفيف الواو، هى أكثر روايات المحدثين، كذا قيده البكرى. وهو جبل من جبال جهينة. وهو عند العذرى بفتح الباء، وصحح لنا هذا الوجه ابن سراج.
وقوله: " وهو يطلب المجدى بن عمرو " بالميم، كذا لعامة الرواة والنسخ، وفى بعضها: " النجدى بن عمرو " بالنون، وكذا فى كتاب القاضى التميمى. والمعروف