وقوله:" يبرد الماء فى أشجاب له ": فيل: أعواد تعلق عليها قرب الماء وأوانيه، مأخوذة من مشجب الثياب.
قوله:" على حمارة من جريد ": كذا الرواية الصحيحة عند شيوخنا، وعند ابن عيسى:" حمار " كلاهما بالحاء، وهى مثل الأشجاب. ومنه سميت الأعواد التى يوضع عليها السرج حماراً. ووقع عند السمرقندى:" على جمارة " بجيم مضمومة وميم مشدودة، وليس بشىء لقوله بعد ذلك:" من جريد ".
قال القاضى: بهذا فسر فى الحديث الأشجاب شيوخنا، وهو صحيح فى العربية. قال ابن دريد: الشجاب والمشجب واحد، ويقال لها: الشجب أيضاً، ويسمون الثلاث الخشبات التى يعلق عليها الراعى سقاءه ودلوه: الشجب، وقد يسمى الحمارة.
قال القاضى: ولكنه مع قوله: " على حمارة له " لا يستقيم أن يقال: " فى أشجاب على حمار " وإنما الأشجاب هنا الأسقية الخليقة، ويدل عليه الحديث بقوله:" يبرد الماء فى أشجاب له على حمارة من جريد ".
وقوله:" فانظر هل فى أشجابه من شىء "، وقوله:" إلا قطرة فى عزلاء شجب " فهذا كله يدل أنها السقاء. ومنه فى حديث ابن عباس:" فقام إلى شجب فاصطب منه الماء "(١). فهذا هو تفسير الشجب فى هذا الحديث وما قالوه. قال الهروى: الشجب من الأسقية ما استشن وأخلق. وقال بعضهم: سقاء شاجب، أى يابس.
وقوله:" عزلاء شجب ": أى فمه ومخرج الماء منه.
وقوله:" لو أنى أفرغه لشربه يابسه ": أى لقلة ما كان فيه من الماء وفرط يبس الشجب، لو فرغ هذا الماء منه لاشتفه الشجب. وهذا كله يدل على أن الأشجاب هنا الأسقية.
وقوله:" يغمزه بيده " أى يحركه ويعصره.
(١) سبق فى ك صلاة المسافرين، ب الدعاء فى صلاة الليل. حديث برقم (١٨٣).