للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يصلى "، فالجواب عن صلاتهم قد تقدم فى ذكر حج موسى وعيسى، وقد يكون الصلاة هنا بمعنى الدعاء والذكر، وهى من أعمال الآخرة، ويؤكد أحد التأويلات فيه، وأنها الصلاة المعهودة.

ما ذُكر من أنَّه أمَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأنبياء، وقد قال بعضُهم: يحتمل أن موسى لم يَمُت وأنَّه حىٌّ، فتكون صلاته حقيقة كصلاة عيسى بدليل قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا موسى آخذ بساق العرش، فلا أدرى أفاق قبلى أم جوزى بصعقة الطور " (١) لكن يرد هذا التأويل قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يصلى فى قبره عند الكثيب الأحمر "، والقبر لا يكون إلا للميت، والحديث الوارد فى قصة وفاته وخبره مع ملك الموت، وسيأتى آخر الكتاب.

فإن قيل: فكيف رأى موسى فى قبره يصلى، وكيف صلى بالأنبياء فى حديث الإسراء ببيت المقدس على ما جاء فى الحديث، [وقد] (٢) جاء فى [الحديث] (٣) نفسه أنه وجدهم على مراتبهم فى السماوات عليه ورحبوا به؟ قيل: يحتمل أن رؤيته لموسى فى قبره وعند الكثيب الأحمر كانت قبل صعوده إلى السماء وفى طريقه إلى بيت المقدس ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء، ويحتمل أنه رأى الأنبياء وصلى بهم على تلك الحال لأول ما رآهم ثم سألوه ورحَّبوا به، أو يكون اجتماعه بهم وصلاتُه ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى فلا تتناقض الأحاديث وتستمر على الصواب.


(١) معنى حديث أخرجه الترمذى وأحمد عن أبى هريرة، ولفظه: قال: قال يهودى بسوق المدينة: لا والذى اصطفى موسى على البشر، قال: فرفع رجلٌ من الأنصار يده فصكَّ بها وجهه، قال: تقول هذا وفينا نبىُّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {وَنفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [الزمر: ٦٩] فأكون أوَّل من رفَع رأسه، فإذا موسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدرى أرفع رأسه قبلى أو كان ممن استثنى الله، ومن قال: أنا خيرٌ من يونس بن متى فقد كذب " الترمذى، ك التفسير، وقال: هذا حديث حسن صحيح، أحمد فى المسند ٢/ ٤٥١.
(٢) و (٣) ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>