للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥٤ - (...) وحدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أبِيهِ، حَدَّثَنَا أبو عُثْمَانَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ.

٣٥٥ - (٢٠٨) وحدّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أسَامَةَ عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} " وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ". خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا، فَهَتَفَ: " يَا صَبَاحَاهْ! " فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِى يَهْتِفُ؟ قَالُوا: مُحَمَّدٌ. فَاجْتَمَعُوا إلَيْهِ، فَقَالَ: " يَا بَنِى فُلانٍ، يَا بَنِى فُلانٍ، يَا بَنِى فُلانٍ، يَا بَنِى عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " فَاجْتَمَعُوا إلَيْهِ فَقَالَ: " أرَأيْتَكُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِىَّ؟ " قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا. قَالَ: " فَإنِّى نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ".

قَالَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ: أمَا جَمَعْتَنَا إلا لِهَذَا ثُمَّ قَامَ. فَنَزَلتْ هَذِهِ السُّورَةُ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} (١) " وَقَدْ تَبَّ ". كَذَا قَرَأ الأَعْمَشُ إلَى آخِرِ السُّورَةِ.

٣٥٦ - (...) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، بِهذَا الإِسْنَادِ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الصَّفَا فَقَالَ: "يَا صَبَاحَاهْ "!

ــ

قال القاضى: هكذا الرواية الصحيحة كما ضبطه وفسَّره، وكذا كان عند شيخنا الخشنى، وكان عند العذرى وغيره من الرواة: يرتوا (٢) ولا وجه له هنا.

وقوله: " لما نزلت هذه الآية {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} " ورهطك منهم المخلصين ": المخلَصين بفتح اللام، هذا إن صح أنه قرآن [فهو] (٣) مما نُسِخَ لفظهُ، وسَفحُ الجبل عَرْضُهُ، وبالصاد جانبه.

وقول أبى لهب: " تبًا ": أى هلاكًا وخسارةً وشقاءً. وقوله: فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}: استُدِل به على جواز تكنية المشرك، وقد اختلف العلماء فى ذلك واختلفت


(١) سورة المسد.
(٢) فى ت: يربوا، ونقلها السنوسى وقيَّدَها: يرتأ. إكمال الإكمال ١/ ٣٧٤.
(٣) من إكمال الإكمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>