للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِى أسَامَة وَلَمْ يَذْكُرْ نُزُولَ الآيَةِ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}.

ــ

الرواية عن مالك فى تكنية الذمى بالجواز والكراهة، وقال بعضهم: إنما يجوز من ذلك ما جاء فى ذلك عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كان على وجه التأليف وإلا فلا، إذ فى التكنية تعظيم وتكبيرٌ، وتكنية الله لأبى لهب ليس من هذا ولا حُجة فيه، إذ كان اسمُه عبدُ العزى، ولا يسميَه اللهُ بعبد لغيره فلذلك كنى، وقيل: بل كنيته الغالبة عليه فصار كالاسم لهُ، وقيل: بَلْ أبوُ لهبٍ لقبٌ له ليس بكنيةٍ، وكنيته أبو عُتْبَة، فجرى مجرى اللقب والاسم لا مجرى الكنية، وقيل: بل جاء ذكر أبى لهبٍ لمجانسته [نارًا] (١) ذات لهبٍ فى السورة من باب البلاغة وتحسين العبارة.

وقوله: " اشْتَرُوا أنْفُسكم من الله ": قد يكون بمعنى بيعوا، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ} (٢)، وقد يكون على وجهه، أى انقذُوها من عذاب الله.


(١) من ت، وفى غيرها: نارٍ.
(٢) التوبة: ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>