للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ".

٣٧٠ - (٢١٧) وحدّثنى حَرْمَلةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِى حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِى أَبُو يُونُسَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أمَّتِى سَبْعُونَ ألْفًا، زُمْرَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ، عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ ".

٣٧١ - (٢١٨) حدّثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَاهِلِىُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّان، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِى ابْنَ سِيرينَ - قَالَ: حَدَّثَنِى عِمْرَانُ قَالَ: قَالَ نَبِىُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أمَّتِى سَبْعُونَ ألْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ". قَالُوا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَاَلَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِى مِنْهُمْ. قَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ ". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ

ــ

قادحًا فى التوكل، إذا لم تكن ثقتهُ فى رزقه باكتسابه [وكان مُفَوِّضًا فى كل ذلك] (١) لربه على ما حَدَّه علماء هذا الفنِّ، والكلام فى التفريق بين الطب والكى، وكلٌّ قد أباحه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأثنى عليه يطول، لكنا نذكُرُ منه - نُكتةً - تكفى، وهو أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطبَّب فى نفسه وطبَّ غيره، ولم يكتو وكوى غيرَه، ونهى فى الصحيح أمتَه عن الكى وقال: " وما أحب أن أكتوى " (٢).

وقوله: " وعلى ربهم يتوكلون ": قال الطبرىُّ وغيرُه: اختلف الناس فى التوكل ما هو؟ فذهبت طائفةٌ إلى أنه لا يستحق اسمه إلا من لم يخالط قلبه غيرُ الله من سَبُع أو عدو، حتى يترك السعى فى طلب الرزق فيما لابد منه من مطعم ومشرب لضمان الله رزقه، واحتجوا بما جاء فى ذلك من الآثار (٣)، وقالت طائِفةٌ: حَدُّة الثقةُ بالله والإيقان بأن


(١) فى ق: وكان فى ذلك مفوضًا.
(٢) جزء حديث أخرجه الشيخان، وسيرد إن شاء الله فى ك السلام، انظر البخارى فى صحيحه، ك الطب، ب الدواء بالعسل ٧/ ١٥٩، كما أخرجه أحمد فى المسند ٣/ ٣٤٣، والبيهقى فى ابن الكبرى ٩/ ٣٤١.
وإنما كره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكى لما فيه من التشبه بتعذيب الله تعالى. إكمال ١/ ٣٧٩.
(٣) منه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أخرجه الترمذى والحاكم عن عمر - رضى الله عنه - مرفوعاً: " لو أنكم توكلتم على الله حقَّ توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروُح بطاناً ". الترمذى، ك الزهد، ب فى التوكل على الله ٤/ ٥٧٣، وقال فيه: " هذا حديث حسن صحيح "، والحاكم فى المستدرك، ك الرقاق ٤/ ٣١٨، وقال فيه: " صحيح الإسناد ولم يخرجاه "، وكذا ما أخرجه الترمذى بإسناد حسن صحيح عن أنس بن مالك قال: كان أخوان على عهد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان أحدُهما يأتى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والآخر يحترف، فشكى المُحترف أخاه إلى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " لعلك تُرزَقُ به " السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>