للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعنى فى شيبته -فقال بالفارسية كلاماً ترجمتهُ: أىُّ رجُلٍ يكون هذا (١).

قال الحاكم: رحم الله إسحاق، لقد صدقت فراسته الذهنية (٢). وبعض الناس - الذى كنَّى عنه الإمام أبو عبد الله - هو أبو على الحسين بن على النيسابورى، ولفظه: ما تحت أديم السماء أصَح من كتاب مسلمٍ فى الحديث. كذا ذكره عنه أبو بكر بن ثابت الخطيب (٣).

وقال الشيخ المحدّث أبو مروان الطبنى (٤): كان من شيوخى من يفضل كتاب مسلم على كتاب البخارى. وقال مسلمة بن قاسم (٥) فى تاريخه: مسلمُ جليلُ القدر، ثقة من أئمة المحدثين. وذكر كتابه فى الصحيح فقال: لم يَضعْ أحدٌ مثله.

وقال أبو عبد الله بن البيَّع: أهل الحجاز والعراق والشام يشهدون لأهل خراسان (٦) بالتقدُّم فى معرفة الحديث، لسبق الإمامين البخارى ومسلم إليه، وتفرُّدِهِما بهذا النوع.

وقال أبو حامد الشرقى (٧): سمعتُ مسلماً يقول: ما وضعتُ شيئاً فى هذا المسند


= التابعين، وسمع الفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عُليَّة، ووكيع بن الجراح، والنضر ابن شميل، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، وعبد الرزاق، وأمماً سواهم بخراسان، والعراق والحجاز، واليمن، والشام. حدث عنه بقية بن الوليد، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والشيخان فى صحيحيهما، وأبو داود والنسائى فى سننهما، وداود بن على الظاهرى، وخلقٌ سواهم. ولد سنة ثلاث وستين ومائة، وتوفى ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين. سير ١١/ ٣٥٨.
(١) الذى نطق به كما جاء فى تاريخ بغداد: مردا كان بود. والتفسير المذكور هنا للمنكدرى.
(٢) فى ت: الذكية.
(٣) تاريخ بغداد ١٣/ ١٠١.
(٤) فى الأصل: الطيبى، والمثبت من ت، وهو الصواب، نسبة إلى طُبْنة، بالضم وسكون الموحدة، مدينة بالمغرب، وأبو مروان هو عبد الملك بن زيادة الطُبنى. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ٣/ ٨٧٨.
(٥) هكذا فى جميع الأصول التى تيسرت لنا، والذى أراه صواباً: مسلمة بن القاسم، فهو صاحب التاريخ الكبير، روى عن أبى جعفر الطحاوى، توفى سنة ٣٥٣. لسان ٦/ ٣٥، هدية العارفين ٢/ ٤٣٢.
(٦) بلاد واسعة، أول حدودها مما يلى العراق، وآخر حدودها مما يلى الهند، وقد توزعتها الآن إيران وأفغانستان، والصين. من أمهات بلادها نيسابور، وهراة، ومرو. راجع فى ذلك مراصد الإطلاع ١/ ٤٥٥.
(٧) الضبط من ت. وهو أحمد بن محمد بن الحسن أبو حامد النيسابورى. قال فيه الخطيب: كان ثقةً ثبتاً متقناً حافظاً.
وأخرج بسنده إلى محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه نظر إلى أبى حامد الشَّرقى فقال: حياة أبى حامد تحجز بين الناس والكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تاريخ بغداد ٤/ ٤٢٦.
وقال فيه الخليلى الحافظ: إمام فى وقته بلا مُدافعة، ذو تصانيف.
قلت: الشَّرْقى نسبة إلى الجانب الشرقى فى مدينة نيسابور. مات إما فى سنة ٣١٨ كما حكاه الخليلى، أو سنة ٣٢٥ كما نقله الذهبى. راجع: الإرشاد ٣/ ٨٣٧، تاريخ بغداد ٤/ ٤٢٦، تذكرة الحفاظ ٣/ ٨٢١، سير أعلام النبلاء ١٥/ ٣٧، العبر ٢/ ٢٠٤، ميزان الاعتدال ١/ ١٥٦، طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٤١، مرآة الجنان ٢/ ٢٨٩، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٦١، لسان الميزان ١/ ٣٠٦، طبقات الحفاظ: ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>