للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا بحجة وما أسقطتُ منه شيئاً إلا بحُجَّة. وقال ابن سفيان (١): قلت لمسلم: حديث ابن عجلان (٢) عن زيد بن أسلم: " إذا قرأ الإمامُ فأنصتوا "؟ قال: صحيح. قُلْتُ: لِمَ لم تضعْهُ فى كتابك؟ قال: ليس كلُّ صحيح وضعت هاهنا، إنما وضعتُ ما أجمعوا عليه.

قال الفقيه القاضى أبو الفضل بن عياض - رحمه الله -: وقد وقع هذا الكلامُ فى الأم فى بعض الروايات عن ابن سفيان.

وقال محمد بن الحُسين (٣) أراد شيخ من مشايخ نيسابور - يعنى محمد بن إسحاق [بن خزيمة] (٤) - أن يُخَرّج على كتاب مسلم، فقال له عبد الملك بن الرازى (٥): لا تفضح


(١) سفيان الإمام القدوة سبق قريباً.
(٢) وحديث ابن عجلان أخرجه البيهقى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " المؤمن فى سعة من الاستماع إليه إلا فى صلاة مفروضة، أو مكتوبة أو يوم جمعة أو يوم فطر أو يوم أضحى " يعنى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآن فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف/ ٢٠٤]. السنن ٢/ ١٥٥.
وقد ذكر ابن سفيان هذا الخبر عن مسلم فى صحيحه غير مسند بغير هذا السياق، مما أغرى الألبانى به وجعله يزعم فى إروائه أنه صحيح، وجعل يحيل له على أحاديث أخرى لم تكن من بابه. انظر لذلك: ٢/ ٢٦٧ وما أحال عليه فيه.
والذى جاء فى الصحيح لمسلم: قال أبو إسحاق - ابن سفيان - قال أبو بكر ابن أخت أبى النضر فى هذا الحديث. " وإذا قرأ فأنصتوا " - يعنى طعن فيه وقدح فى صحته - فقال مسلمُ: تُريد أحفظ من سليمان؟ فقال له أبو بكر: فحديث أبى هريرة، فقال: هو صحيح ... إلخ.
قال النووى: واعلم أن هذه الزيادة مما اختلف الحفاظ فى صحته، اجتماع يحيى بن معين وأبى حاتم الرازى والدارقطنى والنيسابورى على تضعيفها مقدم على تصحيح مسلم، لا سيما ولم يروها مسندة فى صحيحه. نووى ٢/ ٤٦.
(٣) يغلب على الظن أنه القطان، الشيخ العالم مسند خراسان، توفى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سير ١٥/ ٣١٨، الوافى ٢/ ٣٧٢.
(٤) سقط من ت.
وابن خزيمة: هو شيخ الإسلام، إمام الأئمة، الحافظ الحجة، أبو بكر السُّلمى، صاحب التصانيف، سمع من إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، ولم يحدث عنهما، لكونه كتب عنهما فى صغره وقبل فهمه وتبصره، حدث عنه الشيخان فى غير الصحيحين. توفى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. سير ١٤/ ٣٦٥.
(٥) عبد الله بن الرازى لعله ابن أبى زرعة الإمام المحدث الثقة أبو القاسم، المتوفى بأصبهان سنة عشرين وثلاثمائة. سير ١٥/ ٢٣٣.
وأبو زرعة الرازى ثلاثة:
الأول: الكبير، وهو المراد هنا وقد سبقت ترجمته.
أما الأوسط فهو: أحمد بن الحسين بن على بن إبراهيم بن الحكم، الرازى الصغير، مات بطريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. سير ١٧/ ٤٦.
وأما الأصغر فهو: العلامة قاضى أصبهان أبو زرعة روح بن محمد، سبط الحافظ أبى بكر بن السنى. مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. السابق ١٧/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>