قال: وهذا حديث رواه عن هشام جماعة كثيرةٌ منهم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، وأبو حنيفة، ومحمد بن كناسة، وابن عيينة. وزاد بعضهم فيه ألفاظاً لها أحكام. وأما الحديث الذى ذكر أنه الثالث فهو حديث حمنة بنت جحش، ولفظه: كنت أستحاض حيضة كثيرةً شديدةً، فأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستفتيه وأخبره، فوجدته فى بيت أختى زينب بنت جحش، فقلت يا رسول الله إنى امرأةٌ أستحاض حيضةٌ كثيرة شديدة، فماذا ترى فيها؟ قد منعتنى من الصلاة، فقال: " أنعت لك الكرسف، فإنه يذهبُ الدم "، قلت: هو أكثر من ذلك، قال: " فتلجَّمى "، قلت: هو أكثر من ذلك، قال: " فاتخذى ثوباً " قلت: هو أكثر من ذلك قالت: إنما أثجُّ ثجاً، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سآمرك أمرين، أيُّهما فعلت أجزأ عنك من الآخر، فإن قويت عليهما فأنت أعلم، إنما هى ركضةٌ من الشيطان، فتحيضى ستة أيام أو سبعةٍ فى علم الله، ثم اغتسلى، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلى أربعاً وعشرين ليلة، أو ثلاثاً وعشرين ليلة وأيامها، وصومى، فإن ذلك يجزيك، وكذلك فافعلى كل شهر كما تحيض النساء، وكما يطهرن - ميقات حيضهن وطهرهن - فإن قويتِ على أن تؤخرى الظهر وتعجلى العصر ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلى، ثم تغتسلين مع الفجر فافعلى، وصومى إن قدرت على ذلك " قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وهذا أحبُّ الأمرين إلىَّ " قال أبو داود: وما عدا هذه الثلاثة الأحاديث ففيها اختلاف واضطراب. (١) فى الأصل: صحة، والمثبت من ت.