قال: ولا أعلم أحداً قال بأن الغسل من التقاء الختانين منسوخٌ، بل قال الجمهور: إنَّ الوضوء منه منسوخٌ بالغُسل. ومن قال بالوضوء منه أجازه وأجاز الغُسلَ، فَلم ينكره. قال: وقد تدبَّرتُ حديثَ عثمان الذى انفرد به يحيى بن أبى كثير، فليس فيه تصريحٌ بمجاوزة الختانُ الختانَ، وإنما فيه جامع ولم يمسَّ. وقد تكونُ مجامعةٌ ولا يمسَّ فيها الختانُ الختانَ؛ لأنه لفظٌ مأخوذٌ من الاجتماع، يكنى به عن الوطءِ. وإذا كان كذلك فلا خِلافَ حينئذٍ فيما قال عثمان أنه يتوضأ. وجائزٌ أن يسمع ذلك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يكون معارِضًا لإيجاب الغُسْلِ بشرط التقاء الختانين. قال: قال أبو بكر الأثرمُ: قلتُ لأحمد بن حنبل: حديث حسين المعلم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة، عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد قال سألت خمسةً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عثمان، وعلياً، وطلحةَ، والزبير، وأُبىّ بن كعبٍ فقالوا: " الماءُ من الماء " أفيه علةٌ تدفعه بها؟ قال: نعم ما يروى من خلافِه عنهم. قلت: عن علىٍّ وعثمان، وأبى بن كعب؟ قال: نعم. الاستذكار ٣/ ٨٢.