حدث عن أبيه فأكثر، وعن سعيد بن المسيّب، وطاووس، وعروة بن الزبير، ومجاهد، وعطاء، والزهرى، وقد حدَّث عن الرُّبَيع بنت معوّذ، وزينب بنت أبى سلمة، ولهما صحبة. حدَّث عنه الزهرى وقتادة، وعطاءُ بن أبى رباح- وهو شيخه- وغيرهم. وروى علىُّ عن ابن عُيينة قال: كان إنما يُحدّثُ عن أبيه عن جده، وكان حديثه عند الناس فيه شىء. وسبب هذا فيما قاله أبو زرعة عنه: إنما أنكروا عليه لكثرة روايته عن أبيه عن جده، وقالوا: إنما سمِعَ أحاديثَ يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وما أقلَّ ما تصيبُ عنه مما روى عن غير أبيه من المنكر، وعامةُ هذه المناكير التى تروى عنه إنما هى عن المثنى بن الصبَّاح وابن لهيعة، والضعفاء، وهو ثقة فى نفسه. وقال يحيى: وهو ثقة، بل بكتاب أبيه عن جده، وقال ابن أبى حاتم: سئل أبى أيَّما أحبُّ إليك هو أو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده؟ فقال: " عمرو أحبُّ إلىَّ ". وروى أبو داود عن أحمد قال: أصحابُ الحديث إذا شاؤوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإذا شاؤوا تركوه. قال الذهبى فى تفسير هذا القول: " هذا محمول على أنهم يترددون فى الاحتجاج به، لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهى ". احتج به أرباب السنن الأربعة، وابن خزيمة، وابن حبان فى بعض الصور، والحاكم وأكثر من الحجج فى كتابه فى تصحيح رواياته. مات سنة ثمانى عشرة ومائة. راجع: المستدرك ٢/ ٦٥، طبقات خليفة ٢٨٦، الجرح والتعديل ٦/ ٢٣٨، سير ٥/ ١٦٥. (٢) هو الإمام المحدث ابن معاوية بن حيْدَة، البصرى. قال الذهبى: له عدة أحاديث عن أبيه عن جده، وعن زرارة بن أوفى، وعنه الحمادان ويحيى القطان، وعدة. وثقه ابن معين، وعلى، وأبو داود والنسائى، وقال أبو داود: هو عندى حجة، قال البخارى. يختلفون فى بهز، وقال ابن حبان: يخطئ كثيراً، وهو ممن استخير الله فيه. توفى قبل الخمسين ومائة. الجرح والتعديل ٢/ ٣٤٠، ميزان الاعتدال ١/ ٣٥٣، سير ٦/ ٢٥٣. (٣) هو قاضى البصرة أبو وائلة، يروى عن أبيه وأنس وابن المسيب وسعيد بن جبير، وعنه شعبة وحماد بن سلمة وخالد الحذاء وغيرهم. كان يضرب به المثل فى الذكاء والدهاء والسؤدد والعقل، قلَّما روى عنه، وقد وثقه ابن معين. توفى سنة إحدى وعشرين ومائة كهلاً. الطبقات الكبرى ٧/ ٤٥٣، الجرح والتعديل ٨/ ٤٠٧، سير ١٥٥. (٤) انظر: المدخل فى أصول الحديث ١١، ١٢. (٥) و (٦) من ت.