للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيهِ، وَجَدْتَهُمْ مُبَايِنِينَ لَهُمْ، لا يُدَانُونَهُمْ لا شَكَ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ بِالحَدِيثِ فِى ذَلِكَ، الَّذِى اسْتَفَاضَ عِنْدَهُمْ مِنْ صِحَةِ حِفْظِ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ، وَإِتْقَانِهِمْ لِحَدِيثِهِمْ.

وَأَنَّهُمْ لمْ يَعْرِفُوا مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ عَطَاءٍ وَيَزِيدَ وَليْثٍ.

ــ

زياد (١)، وليث (٢) بن أبى سليم (٣) وأضرابهم من حمَّال الآثار. هذا لفظه (٤). ثم قال آخرَ الفصل: ألا ترى أنَّكَ إذا وازنت هؤلاء الثلاثة (٥) بمنصور بن المعتمر (٦) وسليمان


= ٦/ ٤٦٥، والصغير ٢/ ٣٩ للبخارى، الجرح والتعديل ٦/ ٣٣٢، الثقات ٣/ ١٩٠، تهذيب ٧/ ٢٠٣، سير ٦/ ١١٠.
(١) هو أبو عبد الله الهاشمي الكوفى، الإمام المحدث معدود فى صغار التابعين رأى أنساً، وروى عن مولاه عبد الله، وأبى جحيفة السُّوائى، وعبد الرحمن بن أبى ليلى، وغيرهم. وإبراهيم النخعى حدَّث عنه شعبة -مع براعته فى نقد الرجال-والثورى، وأبو حمزة السَّكرى، وهثيم، وابن عيينة، وغيرهم قال عبد الله ابن أحمد بن حنبل ليحيى بن معين: ابن يزيد بن أبى زياد دون عطاء بن السائب؟ قال: نعم، ومن سمع من عطاء بن السائب وهو مختلط فيزيد فوق عطاء. الجرح والتعديل ٩/ ٢٦٥. وقال فيه الذهبى: كان من أوعية العلم، وليس هو بالمتقن؛ فلذا لم يحتج به الشيخان سير ٦/ ١٢٩.
قلت: أخرج له مسلم فى الأطعمة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى فى جماعة، روى عنه سفيان بن عيينة. رجال صحيح مسلم ٢/ ٣٥٩. خرج له الترمذى وحسن له ما رواه من طريق هشيم، قال ابن حجر: كبر فتغير، تهذيب ١١/ ٣٢٩، التقريب ٢/ ٣٦٥، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة سير ٦/ ١٢٩.
(٢) هو محدث الكوفة، وأحد علمائها الأعيان، على لين فى حديثه لنقص حفظه، مولى آل أبى سفيان بن حرب الأموى. ولد بعد الستين. حدث عن الشعبىّ، ومجاهد، وطاووس، وغيرهم، معدود فى صغار التابعين. حدث عنه الثورى، وزائدة، وشعبة، وخلق كثير.
فيه يقول أحمد بن حنبل: ليث بن أبى سُليم مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس. وقال عبد الله بن أحمد: سألت عثمان بن أبى شيبة فقال: سألت جريراً عن ليث وعطاء بن السائب ويزيد بن أبى زياد، فقال: كان ليث أكثر تخليطاً، ويزيد أحسنهم استقامة. قال عبد الله: فسألت أبى عن هذا، فقال: أقول كما قال جرير.
وقال عبد الله: قال لى يحيى بن معين: ليث أضعف من يزيد بن أبى زياد ". مات ليث سنة ثمان وثلاثين ومائة.
قال الذهبى: بعض الأئمة يُحسّن لليث، ولا يبلغ حديثُه مرتبة الحسن، بل عدادُه فى مرتبة الضعيف المقارب، فيُروى فى الشواهد والاعتبار، وفى الرغائب والفضائل، أما فى الواجبات فلا. سير ٦/ ١٨٤، وانظر: التاريخ الكبير ٧/ ٢٤٦، التاريخ الصغير ٢/ ٥٧، الجرح والتعديل ٧/ ١٧٧.
(٣) فى الأصل: أسلم.
(٤) وهو ما نقلناه فى الصفحة السابقة.
(٥) فى النسخ التى بأيدينا زيادة: الذين سميناهم عطاء ويزيد وليثاً.
(٦) هو الحافظُ الثبتُ القدوة، أبو عتاب السُّلمىُ الكوفى، أحدُ الأعلام من الطبقة الرابعة من التابعين. يروى عن ربعى بن حِراش، وإبراهيم النخعى، وسعيد بن جبير، وغيرهم من هذه الطبقة.
قال فيه الذهبى: ما علمتُ له رحلةٌ ولا رواية عن أحد من الصحابة، وبلا شك كان عنده بالكوفة بقايا الصحابة وهو رجلٌ شابٌ مثل عبد الله بن أبى أوفى، وعمرو بن حريث، إلا أنه كان من أوعية العلم، صاحِبَ إتقان وتأله وخير. سير ٥/ ٤٠٢.
حَدَّثَ عنه خلق كثير منهم أيوب السختيانى، وسليمان الأعمش، وشعبة، وسفيان الثورى، ومعمر بن راشد، وإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة
قال ابن المدينى: إذا حدثك عن منصور ثقة فقد ملأت يديك لا تريد غيره.
مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. التاريخ الكبير ٧/ ٣٤٦، الجرح والتعديل ٨/ ١٧٧، سير ٥/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>