(٢) يعنى بذلك ما أخرجه أحمد والطبرانى وأبو نعيم عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة وهو فى نفر من أصحابه إذ قال: " ليقم معى رجلٌ منكم ولا يقوَمنَّ معى رجلٌ فى قلبه من الغش مثقال ذرة "، قال: فقمت معه، وأخذت إداوة، ولا أحسَبُها إِلا ماءً، فخرجت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيت أسودَةَ مجتمعة، قال: فخط لى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطا ثم قال: " قم ههنا حتى آتيك " قال: فقمت، ومضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم، فرأيتهم يتثورون إليه. قال: فسمر معهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلاً طويلاً، حتى جاءنى مع الفجر، فقال لى: " ما زلت قائمًا يا ابن مسعود؟ " قال: فقلت له: يا رسول الله، أو لم تقل لى: " قم حتى آتيك " قال: ثم قال لى: " هل معك من وضوء؟ " قال: فقلت: نعم، ففتحت الإداوة فإذا هو نبيذ. قال: فقلت له: يا رسول الله، والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبُها إِلا ماءً، فإذا هو نبيذ. قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثمرةٌ طيبة وماءٌ طهور "، قال: ثم توضأ منها، فلما قام يصلى أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله، إنا نحب أن تؤمَّنا فى صلاتنا. قال: فصفّهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه، ثم صلى بنا، فلما انصرفا قلت له: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: " هؤلاء جن نصيبين، جاؤوا يختصمون إلىَّ فى أمورٍ كانت بينهم، وقد سألونى الزاد فزوَّدتهم ". قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول الله من شىء تزودهم إياه؟ قال: فقال: " قد زوَّدتهم ". فقلت: وما زودتهم قال: " الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيرًا، وما وجدوه من عظم وجدوء كاسيًا " قال: وعند ذلك نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أن يستطاب بالروث والعظم. أحمد فى المسند ١/ ٤٥٨ واللفظ له، والطبرانى فى الأوسط والكبير من حديث الزبير بن العوام =