للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. فَقَالَ: " أَتَانِى دَاعِى الْجِنِّ. فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَقَرَأتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ". قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وآثَار نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ. فَقَالَ: " لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ

ــ

قوله: " فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم " (١)، وما بقى من الحديث من قول الشعبى كذا قال أصحاب داود (٢) ابن علية (٣) وابن زريع (٤) وابن أبى زائدة (٥) وابن إدريس (٦) وغيرهم.


= بألفاظ مختلفة. كما أخرجه الحاكم بنحوه وسكت عنه. وقال فيه الذهبى: هو صحيح عند جماعة، وقال الهيثمى فى حديث أحمد والطبرانى: إسناده حسن. مجمع الزوائد ١/ ٢٠٩.
(١) الإلزامات والتتبع: ٣٠٠.
(٢) داود بن أبى هند، ولأنه جاء فى الأصول بغير فاصل بينه وبين ما بعده فقد نقله بعض الشراح الأسبقين على أنه داود بن علية، راجع: الأبى ٢/ ١٩٣.
ولقد احتاط النووى للأمر فقال: كذا رواه أصحاب داود الراوى عن الشعبى، وابن علية وابن زريع وابن أبى زائدة وابن إدريس وغيرهم. ثم قال: هكذا قاله الدارقطنى. راجع نووى ٢/ ٩١.
قلت: لفظ الدارقطنى: وأخرج مسلم حديث عبد الأعلى - يعنى ابن عبد الأعلى - عن داود عن الشعبى عن علقمة عن عبد الله حديث ليلة الجن بطوله، وآخر الحديث إنما هو من قول الشعبى مرسل عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرج حديث ابن مسعود فأرانا آثار نيرانهم وما بعده إلى آخر الحديث وهو قوله: " وسألوه الزاد " إلى آخره، وكذلك رواه ابن عليّة، ويزيد بن زريع وابن إدريس وأبن أبى زائدة وغيرهم عن داود وقد رواه حفص عن داود عن الشعبى عن علقمة عن عبد الله، وأتى بآخره مسنداً ووهم فيه حفص والله أعلم.
قلت: رواية حفص أخرجها الترمذى من حديث هنَّاد مختصرًا سندًا، ثم قال: وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره عن داود بن أبى هند عن الشعبى، وكأنَّ رواية إسماعيل أصحَّ من رواية حفص بن غياثٍ. ك الطهارة، ب ما جاء فى كراهية ما يستنجى به ١/ ٣٩، وك التفسير، ب فى تفسير سورة الأحقاف ٢/ ٢١٩.
وقد خَطَّأ الشيخ أحمد شاكر صنيع الترمذى فقال: إنه غير جيِّد فإن حفص بن غياث، ثقةٌ حافظ، والراوى قد يصل الحديث وقد يرسله، ولم ينفرد حفص بوصل هذا النهى فيما رواه عن داود فقد تابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو ثقة. السابق ١/ ٣٠ هامش. وكأنه لم يطلع على كلام الدارقطنى فى العلل ولا فى الإلزامات.
جاء فى العلل: وسئل - أى الدارقطنى - عن حديث علقمة عن عبد الله: " هل كان أحدٌ منكم مع النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن " فقال: يرويه داود بن أبى هند عن الشعبى عن علقمة عن عبد الله، رواه عنه جماعة من الكوفيين والبصريين، فأما البصريون فجعلوا قوله: " وسألوه الزاد ... " إلى آخر الحديث، من قول الشعبى مرسلاً، وأما يحيى بن أبى زائدة وغيره من الكوفيين فأدرجوه فى حديث ابن مسعود عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: والصحيح قول من فصله، فإنه من كلام الشعبى مرسلاً. العلل ٥/ ١٣٢.
(٣) إسماعيل بن علية. وقد أخرجه مع الإمام مسلم أبو داود، والترمذى وابن أبى شيبة فى المصنف ١/ ١٥٦، وأبو يعلى فى المسند.
(٤) يزيد بن زريع وهو بصرى، وأخرجه من طريقه الطيالسى والبزار فى مسنديهما. الطيالسى ٣٧، والبزار ١/ ١٦٦.
(٥) هو يحيى بن أبى زائدة - وهو كوفى. وروايته فى الترمذى وابن أبى شيبة.
(٦) هو عبد الله بن إدريس، وحديثه فى أبى داود فى الطهارة والترمذى فى التفسير. تحفة الأشراف ٧/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>