كتاب شرح المفصل لابن يعيش

المجموع - فصل [إعراب جمع المذكر السالم بالحركات في بعض اللغات] - ج: 3 - ص: 228

ويلزم فيه الياءُ، فتقول: "هذه سِنِينٌ"، و"رأيت سنينًا"، و"مررت بسنينٍ". وإنّما جاز إعرابُ النون في هذا الضرب من الجمع؛ لأنّ النون فيه قامت مقامَ الحرف الذاهب، فجعلوها [من] (١) كلام الكلمة. وإنّما ألزموه الياءَ ليصير نظيرَ "غِسْلِينٍ" (٢) ونحوه من الأسماء المفردة، و"غِسْلِين"، "فِعْلِينٌ" من "الغُسالة". وأجاز أبو العباس المبرّد التزامَ الواو، فيكون مثلَ "زَيْتُونٍ"، فأمّا قوله [من الطويل]:

دَعانِيَ من نَجْدٍ فإنّ سِنِينَة ... إلخ

وقبله:

لَحَى اللهُ نَجْدًا كَيْفَ يَتْرُكُ ذا الغِنَى ... فَقِيرًا وحُرَّ القَوْمِ تَحْسِبُة عَبدا

البين للصِّمَّة بن عبد الله القُشَيري، والشاهدُ فيه أنّه جمع بين النونَين والإضافةِ في قوله: "سِنِينَهُ". والقياسُ فيه "سنيّه"، لكنّه جعل النونَ حرفَ الإعراب، وألزمه الياء، ليكون كـ"غِسْلِين". ومثله قوله فيما أنشده أبو زيد [من الوافر]:

٧٠٤ - سِنِينِيَ كُلَّها لاقَيْتُ حَرْبًا ... أُعَدُّ مع الصَّلادِمَة الذُّكُورِ

وقال الآخر [من الكامل]:

٧٠٥ - وَلَقَدْ وَلَدْتَ بَنِينَ صِدْقٍ سادَةً ... ولأنْتَ بَعْدَ اللهِ كُنْتَ السَّيِّدا

---

(١) سقطت هذه الكلمة من الطبعتين.
(٢) الغِسلين: ما يُغسَل من الثوب ونحوه كالغُسالة. (لسان العرب ١١/ ٤٩٤) غسل)).
٧٠٤ - التخريج: البيت لقطيب بن سنان في نوادر أبي زيد ص ١٦٢؛ وبلا نسبة في شرح شواهد الإيضاح ص ٥٩٨؛ ومجالس ثعلب ص ٣٢١.
اللغة والمعنى: الحرب: الشجاع الشديد الحرب، والعدوّ. الصلادمة: جمع الصّلْدِم وهو الصُّلب المتين. الذكر: القوي الشجاع. أي أنه اعتاد على ملاقاة الأعادي الشديدي الحرب، ولكنه لا يأبه لها، فهو قوي شجاع ومعدود بين الفرسان الذين لا يشقّ لهم غبار.
الإعراب: "سنيني": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم متعلق بـ"لاقيتُ". والياء: ضمير متصل مبني في محل جرّ مضاف إليه. "كلَّها": توكيد منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جرّ مضاف إليه. "لاقيت": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "حرباً": مفعول به منصوب بالفتحة. "أعدّ": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. "مع الصلادمة": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "أعدّ". "الذكور": صفة مجرورة بالكسرة.
وجملة "لاقيت": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أعدّ": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "سنينى" حيث جمع بين النون والإضافة والشائع أن يقال "سنيَّ".
٧٠٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٧٥؛ وخزانة الأدب ٨/ ٦١؛ والممتع في التصريف ١/ ١٤٣.
الإعراب: "ولقد": الواو: بحسب ما قبلها، "لقد": اللام: لام القسم، و"قد": حرف تحقيق=