للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إنّها لغةٌ.

فإن كان مضمومَ الفاء كـ"ظلمة" و"غُرْفَة"، فإنّك تُحرِّك العين بالضمّ، نحوَ: "ظلُماتٍ"، و"غُرُفاتٍ"، و"رُكُباتٍ". وإنما ضمّوها تشبيهًا، بـ"فَعْلَةَ" و"فَعَلاتَ" من قولهم: "جَفْنَةٌ"، و"جَفَناتٌ"، ومنهم من يفتح فيقول: "ظُلَماتٌ"، و"رُكَباتٌ". وقد رُوي [من الطويل]:

٧٢٨ - فلمّا رَأوْنا بادِيًا رُكَباتُنا ... على مَوْطِنٍ لا نَخلِطُ الجِدَّ بالهَزْلِ

مفتوحًا، والكثيرُ الضمّ، فالضمُّ للإِتْباع، والفتحُ للخفّة. وقال بعض النحويّين: إنّ "رُكَباتٍ" بالفتح جمعُ "رُكَبٍ"، و"رُكَبٌ" جمعُ "رُكْبَةٍ"، ولو كان كما قالوا، لمَا جاز "ثلاثُ ركباتٍ"؛ لأنّ هذا الضرب من العدد لا يُضاف إلّا إلى أبنية القلّة، أو ما كان في معناها. و"ركباتٌ" على هذا كثير؛ لأنّه جمعُ جمع، والإسكانُ في "ظُلُمات" جائزٌ، فيقال: "ظُلْمات"، و"غُرْفات"، وهو تخفيفٌ لثقل الضمّة، كما قالوا في "رُسُلٍ": "رُسْلٌ".


= زفراتها": جارّ ومجرور متعلّقان بـ (تستريح)، و"ها": ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة "علّ صروف تدلننا ... ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "تدلننا": في محلّ رفع خبر (علّ). وجملة "فتستريح": صلة الموصول الحرفي لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "زفراتها" بتسكين الفاء في جمع "زفْرة" للضرورة الشعريّة، والقياس فتحها.
٧٢٨ - التخريج: البيت لعمرو بن شأس الأسدي في شرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٤٣؛ وبلا نسبة في اللمع ص ٢٥٤؛ والمحتسب ١/ ٥٦؛ والمقتضب ٢/ ١٨٩.
اللغة: الهَزَل بتحريك الزاي: لغة في (الهَزْلِ) بسكونها، وبُدُوُّ الركبة: كناية عن التأهُّب للحرب، وعلى موطن: أي في موطن من مواطن الجد الخالص، أي من مواطن الحرب.
المعنى: لما أيقنوا أنَّا سنحاربهم لا محالة استسلموا لنا.
الإعراب: "فلمّا": الفاء: بحسب ما قبلها، "لما": مفعول فيه ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل (تَوَلَّوا) المذكور في البيت التالي للشاهد. "رأونا": فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو: ضمير الجماعة فاعل، و"نا": ضمير المتكلمين مفعول به. "باديًا": حال من "نا"." "ركباتُنا": فاعل لاسم الفاعل (باديًا)، و"نا": مضاف إليه. "على موطن": جار ومجرور متعلقان بـ"باديًا" أو بـ"رأونا". "لا": نافية مهملة. "نخلط": فعل مضارع مرفوع، فاعله مستتر وجوبًا تقديره "نحن". "الجدَّ": مفعول به منصوب. "بالهزل": جارّ ومجرور متعلقان بـ"نخلط".
وجملة "رأونا": مضاف إليه محلُّها الجر. وجملة "لا نخلط": يمكن أن تكون تفسيرًا لقوله: "باديًا ركباتنا" لا محلّ لها من الإعراب، ويمكن أن تكون حالًا ثانيًا من مفعول "رأونا" محلها النصب.
والشاهد فيه: فتح العين من "رُكباتنا" جمعًا لـ"رُكْبة" استثقالًا لتوالي الضمتين إذا أريد تحريك العين بالضم.

<<  <  ج: ص:  >  >>