للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما كان من الأول وهو "فَعالٌ"؛ فإنه يُجمع في القلة إذا كان اسمًا مذكرًا على "أَفْعِلَةَ"، نحو: "زَمانٍ"، و"أَزْمِنَةٍ"، و"قَذالٍ"، و"أقْذِلَةٍ"، و"فَدانٍ"، و"أَفْدِنةٍ"، وكذلك كل ما كان على أربعة أحرف ثالثُه حرفُ مدّ ولِين، نحو: "حِمار"، و"أَحْمِرَةٍ"، و"غُراب"، و"أغربة", و"رَغِيف"، و"أرغفة"، و"عَمُود"، و"أعمدة"؛ لأنها سواء في الزيادة والحركة والسكون. وإنما جمعوه على "أَفْعِلَةَ" في القلة؛ ليكون على منهاج "أَفْعُلَ" في جمع "فَعْل" بسكون العين، كانّهم تَوهموا حذفَ الزائد. وذلك أنّ هذه الأسماء، إنما زادت على "فَعْل" بحرف اللين، وهو مَدة زائدة، وما قبله من الحركة من تَوابعه وإعراضه، إذ لا يكون حرفُ المدَّ واللين إلَّا وقبله من جنسه (١).

وكما جمعوا "فَعلاً" على "أَفْعُلَ"، نحو: "كَلْب"، و"أَكْلُبٍ"، كذلك جمعوا هذه الأسماء على "أَفْعِلَةَ"، إذ لا فَرْقَ بين "أَفْعُلَ"، و"أَفْعلَةَ"، إلَّا زيادةُ عَلَم التأنيث، فأما الهمزةُ، ففي أولهما جميعاً. والضمةُ التي في عينِ "أَفْعُلَ" كالكسرة التي في عين "أَفْعِلَةَ"، مع أنْ هذه الضمة قد تفسير كسرةٌ مع المعتل في نحو: "أَدْلٍ"، و"أَظْبٍ". فإذا أردت بناء الكثرة، قلت: "فَدانٌ"، و"فُدْنٌ"، و"قَذالٌ"، و"قُذُلٌ". وقد يستغنون ببناء القلة، فلم يجاوزوه، نحو: "زمانٍ"، و"أَزْمِنَةٍ"، و"مَكانٍ"، و"أَمْكِنَةٍ". وقد كسروه على "فُعُولٍ"، قالوا: "عَناقٌ"، و"عُنُوق".

وأما الثاني، وهو"فِعالٌ" بكسر الفاء، فحكمُه في جمع الكثرة كحكم "فَعالٍ", لأنه ليس بينهما في البناء إلَّا فتح الأول وكسرُه، ولذلك استويا في بناء جمع الكثرة، كما استويا في القليل، فتقول في القليل: "حِمارٌ"، و"أَحْمِرَةٌ"، و"خِمارٌ"، و"أَخْمِرَةٌ"، كما كان كذلك في "فَعالٍ". وقالوا في الكثير: "حُمُر"، و"خُمُر"، و"أُزُرٌ"، وقالوا: "شِمالٌ" لليَد، و"شَمائلُ"، كسروه على "فَعائلَ"، كأنهم جعلوه من ذوات الأربعة بزيادة الألف التي فيه، فصار كـ"قِمَطْر" (٢) و"قَماطِرَ"، فأما قول أبي النَجْم [من الرجز]:

٧٤٠ - يأتي لها من أَيْمُن وأَشْمُلِ


(١) يريد: حرف مد ولين؛ فحرف اللين لا يكون حرف مَدّ إذا كان ساكنًا وقبله حركة لا تناسبه نحو: "قَول"، و"بَين".
(٢) القِمَطر: الجمل القوي السريع، وقيل: الجمل الضخم القوي. ورجل قِمَطر: سريع. (لسان العرب ٥/ ١١٦ (قمطر)).
٧٤٠ - التخريج: الرجز لأبي النجم في خزانة الأدب ٦/ ٥٠٣؛ والخصائص ٢/ ١٣٠؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢١٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٥٠؛ والطرائف الأدبية ص ٦٣؛ والكتاب ١/ ٢٢١، ٣/ ٢٩٠، ٦٠٧؛ والمنصف ١/ ٦١.
المعنى: يعرض للناقة من جهات اليمين ومن نواحي الشمال.
الإعراب: "يأتي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره: =

<<  <  ج: ص:  >  >>