للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما كان من ذلك معتلّ اللام من نحو: "كِساء"، و"رِداء"، و"غِطاء"، و"سَماء"، فإنّك تكسره في القلة على "أَفْعِلَةَ"، نحو: "أَكْسِيَةٍ"، و"أَرْدِيَةٍ"، و"أَغْطيَةِ"، ولا تُجاوِزه إلى بناء الكثرة. وذلك من قبل أن الهمزات التي في أواخر هذه الأسماء أصلُها الواو، لأنه من "غَطَا"، "يَغْطُو"، و"الكِسْوةِ". فلو بنيتَه للكثير على حد "فُدنٍ"، و"قُذُلٍ"، لقلت: "كُسُوٌّ"، و"غُطُوٌ"، و"سُمُوٌ"، فكانت الواو تقع طرفًا، وقبلها ضمةٌ، وذلك معدوِمٌ في الأسماء المتمكنة، وكان يلزم قلبُ الواو ياء والضمةِ كسرةً، على حد صَنِيعك في "أدْلٍ"، و"أَجرٍ". فلما كان يؤدّي إلى هذا التغيير، وكان عنه مندوحةٌ؛ تَجنبوه، واجتزؤوا ببناء القلّة، فأما "رداء"، فلامُه ياء، لقولهم: "حسنُ الردْيَةِ"، ولا يكسّر على "فُعُلٍ"؛ لأنه يلزم وقوعُ الياء طرفًا، وقبلها ضمةٌ، فكان يلزم قلبُها واوًا لضُعْفها بتطرفها، ووقوع الضمّة قبلها، فكان يصير حالُها كحالِ ما لامُه واوٌ، فأما "سماءٌ"، فإذا أريد به المَطَرُ، كُسر في أدنى العدد على "أَسْمِيَةٍ" وفي الكثير، "سُمِيّ". قال العَجّاج [من الرجز]:

٧٤٤ - تَلُفهُ الأرواحُ والسمِيُّ

وهو "فُعُولٌ"، فُعل به ما فُعل بـ "عُصِىٍّ"، و"دُليٍّ"، فاعرفه.

* * *


= الإعراب: "عن": حرف جر. "مبرقات": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تُقْصِر" في البيت السابق. "بالبرين": الباء: حرف جر، "البرين": اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، النون: عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجار والمجرور متعلقان بـ "مبرقات". "وتبدو": الواو: حرف عطف، "تبدو": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل مستتر تقديره "هي" يعود على "المبرقات". "بالأكفّ": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "اللامعات": صفة مجرورة. "سور": مبتدأ مؤخر.
وجملة "تبدو": معطوفة على جملة "مبرقات" لأنها بمعنى "تبرق"، وهذا من النادر لأن الجملة معطوفة على مجرور بالحرف. وجملة "وفي الأكف ... سور": حال من فاعل "تبدو" على تقدير: "بالأكف منها سور".
والشاهد فيه قوله: "سُوُر" حيث لم يلتزم الشاعر تسكين العين لأنها على وزن "فُعل" ولا يجوز تحريك العين إلا ضرورة كما في البيت.
٧٤٤ - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه ١/ ٥١٢؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٤٢؛ ولرؤبة في لسان العرب ١٤/ ٣٩٩ (سما)؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الممتع في التصريف ١/ ٢٣٦.
اللغة: الأرواح: جمع ريح. السمي: جمع السماء بمعنى المطر. أي هو ضائع بين الرياح والأمطار، فكأنها تلفه لفًّا.
الإعراب: "تلفه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "الأرواح" فاعل مرفوع بالضمة. "والسمي": الواو حرف عطف، "السمي": اسم معطوف على "الأرواح" مرفوع بالضمّة.
وجملة "تلفه": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وقد تكون صفة أو حالًا بحسب ما تقدمها.
والشاهد فيه قوله: "السمي" جمع كثرة للسماء بمعنى المطر, وجمع القلة- كما أشار- "أسمية".

<<  <  ج: ص:  >  >>