للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث زيد بن ثابتٍ- رضي الله عنه -: هؤلاء المُحَمَّدون بالباب". وقالوا: "طَلْحَة الطَلَحات"، و"ابن قيسِ الرُّقَيّات وكذلك: "الأسُامتان"، و"الأساماتُ"، ونحوُ ذلك".

* * *

قال الشارح: اعلم إنّك إذا ثنّيتَ الاسم العَلَم تَنكَّر (١)، وزال عنه تعريف العلميّة، لمشاركةِ غيره له في اسمه، وصَيْرورتِه بلفظٍ لم يقع به التسميةُ في الأصل، فيجري مجرى "رجل" و"فرس"، فقيل: "زيدان" و"عمران"، كما قيل: "رجلان" و"فرسان"؛ والفرقُ بينهما أنّ "الزيدين" و"العمرين" مشترِكان في التسمية بـ "زيد" و"عمرو"، و"الرجلان" و"الفرسان" مشتركان في الحقيقة، وهي الذُّكوريّة والأدَميّة. ألا ترى أنك لو سمّيت امرأةً أو فرسًا بـ "زيد"، وجمعتَ بينه وبين رجل اسمُه "زيد"، لقلت: "الزيدان" في التثنية لاشتراكهما في اللقب، مع اختلاف الحقيقتَيْن.

ويؤيِّد عندك أنّه نكرةٌ أنّك تصفه بالنكرة، فتقول: "جاءني زيدان كريمان"، و"رأيت زيدَيْن كريمَيْن"، و"مررت بزيدَيْن كريمَيْن" فكريمان نكرةٌ لا محالةَ، وقد جرى وصْفًا عليه؛ فعلمتَ بذلك أنّه نكرة. فإذا أردت التعريف كان بالألف واللام، والإضافة، نحوَ: "الزيدان"، و"العمران"، و"زيداك"، و"عمراك". فتعريفُه بعد التثنية من غير وجه تعريفه قبل، فإذًا لا تكون التثنية إلَّا فيما يصح تنكيرة، فأمّا المضمرات من نحو: "هُما"، و"أنتُما"، والموصولاتُ من نحو قولك: "اللَّذَانِ"، و"اللَّتَانِ"، والمبهماتُ من نحو: "هاتان" و"هَذَانِ"، فكلُّها صيَغٌ صيغت للتثنية، وليست بتثنية صِناعيّة، على ما سنذكر في موضعه.

وقد جاءت أعلامٌ معارفُ بلفظ التثنية والجمع. وذلك إنّما جاء في الأماكن من الجبال والبقاع التي لا يفارق بعضُها بعضًا، نحو: "أبانَيْن"، و"عَمايَتَيْن"، و"عَرَفاتٍ"، و"أَذْرِعاتٍ"؛ فـ "أبانان" جبلان متقابلان، متصلٌ أحدهما بالآخر، فلمّا كانا (٢) متّصلَين لا يفارق واحد منهما صاحبه، وحالُ كل واحد منهما في الخِصْب والقَحْط واحدٌ، لا يشار


= الإعراب: "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "ابن": خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "سعد": مضاف إله مجرور بالكسرة."أكرم": مفعول به لفعل محذوف تقديره: أمدح أو أُعظّم، وهو مضاف. "السعدينا": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، والألف: للإطلاق. وجملة "أنا ابن سعد": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أكرم السعدين": استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "السعدينا" حيث عرّف العلم المجموع بـ "أَل".
(١) في الطبعتين: "ينكر"، والتصحيح عن جدول التصحيحات المرفق بطبعة ليبزغ ص ٩٠٤.
(٢) في طبعة ليبزغ: "كانتا"، وصحّحت اللفظة في جدول التصحيحات المرفق بهذه الطبعة ص ٩٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>