للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلاب، وهو أبو عليّ؛ وعامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة، من بني مُلاعِب الأسِنَّة، وهو أبو بَراء.

وقالوا: "القَيسان"؛ وهما من طَيّىء: قيسُ بن عنّاب بن أبي حارثة، من بني عَتُود، وقيس بن هَزَمَةَ بن عنّاب. وقد رُوي "عنّاب" بالنون، و"عتّاب" بالتاء؛ وهو المشهور ابن أبي حارثة. وأمَّا قول الآخر، وهو رُؤْبَة:

أنا ابن سعد أكرم السعدينا (١)

فالرواية بنصب "أكرم" على الفخر والمدح. ولو خفضت على النعت لجاز. وقال: "السعدينا"، لأن السُّعُود في العرب كثيرٌ؛ منهم: سعد بن مالك في ربيعة، وسعد بن ذُبْيان في غَطَفان؛ وسعد بن بكر في هَوازِنَ، وسعد بن هُذَيْم في قُضاعة. ورؤبةُ من بني سعد بن زيدِ مَناة بن تميم، وفيهم الشَّرَفُ والعددُ.

وأمَّا "المحمدون" في حديث زيد بن ثابت، فهم: محمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن حاطب، ومحمّد بن طَلْحَة بن عُبَيْد الله، ومحمّد بن جعفر بن أبي طالب.

وأمَّا "طلحةُ الطَّلَحات"، فهو (٢): طلحة بن عبد الله بن خَلَف الخُزاعيّ. وفيه يقول عبيد الله بن قيس الرُّقَيات [من الخفيف]:

٨٨ - رَحِمَ اللهُ أَعْظُمًا دفنوها ... بسِجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ


(١) تقدم تخريجه بالرقم ٨٤.
(٢) في الطبعتين: "فهم"، والتصحيح، عن جدول التصحيحات الملحق بطبة ليبزغ ص ٩٠٤.
٨٨ - التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص٢٠؛ والحيوان ١/ ٣٣٢؛ وخزانة الأدب ٨/ ١٠، ١٤، والدرر ٦/ ٥٧؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٩٤؛ ولسان العرب ٢/ ٥٣٣ (طلح)؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٩٨؛ والجنى الداني ص٦٠٥؛ وخزانة الأدب ٤/ ٤١٤، ١٠/ ١٢٨؛ ورصف المباني ص ٢٩٧، ٣٤٨؛ ولسان العرب ٥/ ٢١٣ (نضر)؛ والمقتضب ١/ ١٨٨، ٤/ ٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢٧.
اللغة: طلحة الطلحات: اسم الممدوح، وقيل سبب تسميته بذلك أنه كان كريمًا، وقد زوّج مئة رجل عربي من مئة امرأة عربيّة، وقد دفع مهورهن من ماله، فكلّ من ولد له ذكر سمّاه طلحة فأضيف إليهم. سجستان: موضع معروف.
المعنى: يترحّم على عظام طلحة الطلحات المدفونة في سجستان.
الإعراب: "رحم": فعل ماض مبني على الفتح. "الله": لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة "أعظمًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "دفنوها": فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به "بسجستان": جار ومجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، متعلّقان بـ "دفنوها". "طلحة": بدل من أعظمًا منصوب بالفتحة. "الطلحات": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "رحم الله ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "دفنوها": في محل نصب صفة لـ "أعظمًا". والشاهد فيه قوله: "الطلحات" حيث جمع "طلحة" على "طلحات"، وعرّفها بـ "ال".

<<  <  ج: ص:  >  >>