للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الطوَى"، فـ "العشا" مصدرُ "عَشِيَ يَعْشَى عَشا فهو أعْشَى"، وهو الذي لا يُبصِر في الليل، ويبصر في النهار، و"الصَّدَى" مصدر "صَديَ يَصْدَى صدًا، فهو صَدٍ، وصادٍ"، إذا عطش، و"الطوَى" مصدر "طَوى يَطوَى طَوًى فهو طَيّانٌ"، إذا جاع. قال [من الكامل]:

٨٦٥ - باتَ الحُوَيْرِثُ والكِلابُ تَشُمُّهُ ... وغَدَا بأسْمَرَ كالهِلال من الطَّوَى

ومثله "الغَوَى" مصدر "غَوِيَ الفصيلُ يغوي غَوى"، و"كَرى" و"هَوى"، فهذه المصادركـ"الكَسَل" في مصدر "كَسِلَ كَسَلًا فهو كَسِلٌ"، و"الفَرَق" في مصدر "فَرِقَ فَرَقًا فهو فَرِقٌ" و"عَطِشَ عَطَشًا"، و"حَوِلَ حَوَلًا".

والمراد بقوله: "لكون نظائرهن مفتوحاتِ ما قبل الأواخر" يريد أن يكون الفعل على عدة أفعال هذه المصادر ووِزانها، فكما أنَّ "الفَرَق" ونحوها على ثلاثة أحرف، كلُّهما أُصول، فكذلك "الكرى"، و"الطوى"، ونحوهما ممّا ذكر على هذه العدة والزنة، إلَّا أنّه يقع الحرف الثالث الذي هو ياءٌ أو واوٌ في موضعِ حركة، وقبلها فتحة، فتنقلب ألفًا.

* * *

قال صاحب الكتاب: "والغراءُ" في مصدر "غري فهو غرٍ" شاذ، هكذا أثبته سيبويه (١)، وعن الفراء مثله، والأصمعي يقصره. ومن ذلك جمع "فُعلَةَ" و"فِعلَةَ" , نحو: عري وجزي في عروة وجزية.

* * *

قال الشارح: قالوا: "غَرِيَ بالشيء يَغْرَى به" إذا أُولِعَ به، فهو"غَرٍ غَرًا وغَراءً"،


٨٦٥ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة والمعنى: الحويرث: تصغير للحارث. الأسمر: الرمح، ولعله أراد به حصانًا. الطوى: الجوع. أراد أن الحارث قد بات جريحا تشمه الكلاب، ثم صار على فرس جائع ضامر البطن كالهلال.
الإعراب: "بات": فعل ماضٍ مبني على الفتح. "الحويرث": فاعل مرفوع بالضمة. "والكلاب": الواو: حالية، "الكلاب": مبتدأ مرفوع بالضمة. "تشمه": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به."وغدا": الواو: حرف عطف، "غدا": فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. "بأسمر": جار ومجرور متعلقان بـ"غدا"، و"أسمر" مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. "كالهلال": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لأسمر. "من الطوى": جار ومجرور متعلقان بـ "غدا".
وجملة "بات الحويرث": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وعطف عليها جملة "غدا". وجملة "الكلاب تشمّه": في محل نصب حال. وجملة "تشمه": في محل رفع خبر "الكلاب".
والشاهد فيه قوله: "من الطوى"، أي: من الجوع.
(١) الكتاب ٣/ ٥٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>