للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"فَعُلٌ"، بفتح الأوّل وضمّ الثاني يكون اسمًا وصفة، فالاسم: "عَضُدٌ"، و"رَجُلٌ"، والصفة: "حَدُثٌ"، و"حَذُرٌ"، يُقال: "رجل حدث"، أي: حسن الحديث، و"حَذُرٌ" أي: مُتيقِّظٌ.

و"فِعَل" بكسر الأول وفتح الثاني يكون اسمًا وصفة، فالاسم: "ضِلَعٌ"، و"عِنَبٌ"، والصفة: قالوا: "قومٌ عِدى"، ولا نعلمه جاء صفة في غير هذا وحدَه من المعتل، وهو اسم جنس وُصف به الجمع كـ "السَّفْر" و"الرَّكْب"، وليس بتكسير لعدم نظيره في المجموع.

و"فِعِلٌ" بكسر الفاء والعين يكون اسمًا وصفة، قالوا: "إبِلٌ"، قال سيبويه (١): وهو قليل ليس في الأسماء غيرُه، وقال أبو الحسن: يُقال للخاصِرة "إطِلٌ"، و"أيْطَلٌ". قال [من الطويل]:

٩٤٠ - لها أيطَلَا ظَبْىٍ وساقا نَعامَه ... [وَإرْخاءُ سِرْحانٍ وَتَقْريبُ تَتْفُلِ]

وقالوا في الصفة: "امرأة بِلِزٌ"، وهي العظيمة، وقيل القصيرة.

و"فُعُلٌ" بضمّ الفاء والعين يكون اسمًا وصفة، فالاسم: "طُنُبٌ"، و"عُنُقٌ"، والصفة: "ناقة سُرُحٌ وطُلُق".

و"فُعَل" بضمّ الأول وفتح الثاني يكون اسمًا وصفة، فالاسم "خُزَزٌ" و"رُبَعٌ"، والصفة "حُطَمٌ" و"كُسَعٌ". قال [من الرجز]:

قد لَفَّهَا الليلُ بِسَوّاقٍ حُطَمْ (٢)

فهذه الأمثلة يجمعها كلها كونُها ثلاثيّةً، وإن كانت مختلفةَ الأبنية؛ لأن وزن كلّ مثال منها غير الآخر، وليس في الأسماء "فُعِلٌ" إلَّا "دُئِلٌ" معرفة فيما حكاه الأخفش، ولم


(١) الكتاب ٣/ ٢٣٥.
٩٤٠ - التخريج: البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٢١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٧٨٣.
اللغة: الأيطل أو الإطل: الخاصرة. الإرخاء: ضرب من العدو. السرحان: الذئب. التقريب: وضع الرجلين مكان اليدين في العدو. التتفل: ولد الثعلب.
المعنى: يشبه الشاعر خاصرتي فرسه بخاصرتي الظبي في الضمر، وساقيه بساقي النعامة في الطول والانتصاب، وعدوه بإرخاء الذئب، وسيره بتقريب ولد الثعلب.
الإعراب: "لها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. "أيطلا": مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه مثنّى، وهو مضاف. "ظبي": مضاف إليه مجرور. وساقا نعامة، وارخاء سرحان، وتقريب تتفل: تعرب إعراب "إطلا ظبي".
وجملة "إله أيطلا ظبي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "إطل" استدراكًا لما ذكره سيبويه من أسماء على وزن "فِعِل".
(٢) تقدم بالرقم ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>