للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر، وهو كُثَيَّرٌ [من الطويل]:

١٠١ - سَقَا الله أمْواهًا عَرَفْتُ مَكانَها ... جُرابًا ومَلْكُومًا وَبذَّرَ والغَمْرا

وهذه أعلامٌ؛ ولا اعتدادَ بالأعلام في الأبنية، وقد تقدّم شرحُ ذلك.

فأمّا "بَقَّمُ"، للنبت المصبوغ به، و"شَلَّمُ" لبيتِ المقدسِ؛ فهما أعجميّان (١).

وأمّا الضرب الثاني؛ وهو ما يغلب وُجودُه في الأفعال، نحوُ: "أفْكَلٍ": وهو اسمٌ للرَّعْدَة، و"أيَدَعٍ": وهو صِبْغٌ، و"أرْمَلٍ"، و"أكْلُبٍ"، و"إِصْبَعٍ"، و"يَرْمَعٍ": وهي حجارةٌ دِقاقٌ تلمَع؛ و"يَعْمَلٍ": وهو جمع "يَعْمَلَةٍ"، وهي الناقةُ السريعةُ؛ و"يَلْمَقٍ": وهو من أسماء القَباء؛ فهذه الأبنيةُ في الأسماء، وإن كانت صالحةَ العدّةِ، فهي في الأفعال أعمُّ وأغلبُ, لأن في أوّلها هذه الزوائد، وهي تكثر في أوائلِ الأفعال المضارعة، فكأنّ البناء للفعل. لذلك فـ "أفْكَلٌ"، و"أيْدَعٌ"، و"أرْمَلٌ"، بمنزلةِ "أذْهَبُ"، و"أشْرَبُ"، من الأفعال. و"أكْلُبٌ" بمنزلةِ "أقْتُلُ"، و"أخْرُجُ". و"إصْبَعٌ" بمنزلةِ "اعلَمْ "، و"اسْمَعْ " في الأمر، وفي المضارع فيمن يكسِر حرفَ المضارعة ما


= متعلّقان بالفعل "كذب"، والهاء: ضمير متصل في محل جرَّ مضاف إليه. "صدقا": فعل ماضٍ مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. والألف للإطلاق.
وجملة "ليث يصطاد": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يصطاد": في محلّ رفع خبر "ليث". وجملة "كذّب": في محل جرّ مضاف إليه. وجملة "صدقا": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "بعثر" حيث جاء اسمًا ممنوعًا من الصرف على وزن الفعل "فَعَّل"، ويريد: ببلاد عثَّر.
١٠١ - التخريج: البيت لكثير عزّة في ديوانه ص ٥٠٣؛ وخزانة الأدب ٢/ ٣٥٥؛ ولسان العرب ٤/ ٥١ (بذر)؛ وبلا نسبة في ما ينصرف وما لا ينصرف ص ٢١؛ والمنصف ٢/ ١٥٠، ٣/ ١٢١.
اللغة: جراب، وملكوم، وبذّر، والغمر: أسماء مواضع فيها مياه.
المعنى: دعا بالسُّقيا للمياه، وهو يريد الدعاء لأهل هذه الأمواه.
الأعراب: "سقى": فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدَّر. "الله": لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. "أمواهًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "عرفت": فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "مكانها": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة."جُرابًا": بدل منصوب. "وملكومًا": الواو: حرف عطف، "ملكومًا": اسم معطوف منصوب. وكذلك إعراب "وبذَّر" و"الغمرا".
وجملة "سقى الله ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عرفت مكانها". في محل نصب نعت "أمواهًا".
والشاهد فيه قوله: "وبذّر" حيث منعه من الصرف للعلمية ووزن الفعل.
(١) في الطبعتين: "عجميّان"، والتصحيح عن جدول التصحيحات الملحق بطبعة ليبزغ ص ٩٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>