للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه من مواضعِ "إذا"؛ لأن الموت والهلاك حتمٌ على كل حَيّ، فأمّا قول الآخر [من الطويل]:

١١٧٦ - إذا أنْتَ لَم تَنزعْ عن الجَهْل والخَنَا .... أصَبْتَ حَليمًا أو أصابَك جاهِلُ

فهو من مواضعِ "إن"؛ لأنّه يجوز أن ينزع عن ذلك، وأن لا ينزع، إلَّا أنّ بعضهما أحسن من بعض، فقولنا: "إن مات زيدٌ كان كذا" أحسنُ من قولنا: "إن احمرّ البسرُ"؛ لأن موت زيد مجهولُ الوقت، واحمرار البسر له وقتٌ معلومٌ، فاعرفه.


= أراد أن الناس مختلفون في الأمر الواحد، فمنهم سيفرح لموته، ومنهم من سيقول: كان كريمًا متفوّفًا على الآخرين.
الإعراب: "كم": اسم كناية مبني في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. "شامتٍ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بي": جارّ ومجرور متعلّقان باسم الفاعل "شامت". "إن": حرف شرط جازم. "هلكت": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "وقائل": الواو: حرف عطف، "قائل": اسم معطوف على "شامت" مجرور بالكسرة. "لله": جارّ ومجرور متعلّقان بخبر مقدّم محذوف تقديره: "كائن". "دره": مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "كم شامت موجودٌ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "هلكت": في محلّ جزم فعل الشرط. وجملة "لله درّه": في محلّ نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: "إن هلكت" حيث استخدم "إن" الشرطية في موضع "إذا" التي لا تحتمل الحدوث وعدمه، والموت حاصل لا احتمال فيه.
١١٧٦ - التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص٣٠٠؛ والمخصص ١٥/ ١٦١.
اللغة والمعنى: تنزع: تبتعد. الجهل: الحمق والطيش. الخنا: الفاحشة.
يحذره من سوء العاقبة: فهو إن لم يبتعد عن الطيش والمعاصي، فلا بدّ أن يؤذي سيّدًا كريمًا، أو يؤذيه متهوّر طائش.
الإعراب: "إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان مبني في محل نصب مفعول فيه، متضمّن معنى الشرط متعلق بالفعل: "أصبت". "أنت": ضمير منفصل مبني في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور. "لم": حرف جزم وقلب ونفى. "تنزع": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. "عن الجهل": جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما. "والخنا": الواو: حرف عطف، الخنا": اسم معطوف على "الجهل" مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر. "أصبت": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "حليمًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "أو": حرف عطف. "أصابك": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "جاهل": فاعل مرفوع بالضمّة.
وجملة "لم تنزع أنت": في محل جرّ مضاف إليه، وجملة "لم تنزع": تفسيريّة لا محل لها من الإعراب.
وجملة "أصبت": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وعطف عليها جملة "أصابك جاهل".
والشاهد فيه قوله: "إذا أنت" حيث استخدم "إذا" في موضع "إن" التي يجوز أن ينزع، كما يجوز أن لاينزع.

<<  <  ج: ص:  >  >>