للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا وقعت بين الفاء والواو وبين الفعل, ففيها الوجهان. قال الله تعالى: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ} (١) , وقريء: {لا يلبثوا} (٢). وفي قولك: "إن تأتني آتك وإذن أكرمك" ثلاثة أوجه: الجزم والرفع والنصب.

* * *

قال الشارح: اعلم أنّ "إذًا" من نواصب الأفعال المستقبلة، ومعناها الجوابُ والجزاءُ، يجورْ أن يقول: القائلُ "أنا آتيك"، فتقول في جوابه: "إذًا أُكْرِمَك". فقولك: "إذًا أُكرمك" جوابٌ لقوله، وجزاءٌ لفعل الإتيان. ومنه قول الشاعر [من البسيط]:

إذًا لَقامَ بِنَصْرِي مَعشَرٌ خُشُنٌ ... عند الحَفِيظَة إنْ ذو لُوثَةٍ لَانا (٣)

فـ "إذًا" جواب لقوله: "كنْتُ مِن مازنٍ" على سبيل البدل من قوله: "لم تسْتَبِحْ إبِلِي"، وجزاءٌ على فعل المستبيح. فأمّا إعمالها، فله شروطٌ أربعةٌ: أن تكون جوابًا، أو في تقدير الجواب، وأن تقع أوّلًا لا يعتمد ما بعدها على ما قبلها، وأن لا يُفْصَل بينها وبين معمولها بغير القَسَم، وأن يكون الفعل بعدها مستقبلاً. وقد ذُكر ذلك في عوامل نصب الأفعال بما أغنى عن إعادته هنا، فاعرفه.


(١) الإسراء: ٧٦.
(٢) هي قراءة أُبيّ، وعبد الله. انظر: البحر المحيط ٦/ ٦٦؛ والكشاف ٢/ ٤٦٢؛ وتفسير الرازي ٢١/ ٢٤.
(٣) تقدم بالرقم ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>