للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يختص بحال الضرورة يقولون: "ثلاثة أربعة", وفي التنزيل: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} (١).

* * *

قال الشارح: قد يجرى الوصل مجرى الوقف، وبابُه الشعرُ، ولا يكون في حال الاختيار. من ذلك قولهم: "السَّبْسَبَّا"، و"الكَلْكَلاَّ". ومنه قول الشاعر [من الرجز]:

١٢٣٠ - مَنْ لِيَ مِن هِجْرانِ لَيْلى مَنْ لِي ... والحَبْلِ من حِبالِها المُنْحَلّ

تَعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلّ ... تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطّوَلّ

يريد: "الطّوَلِ". ومن ذلك [من الرجز]:

مثل الحريق وافق القَصَبّا (٢)

وقول الآخر [من الرجز]:

١٢٣١ - تَرى مَزادَ سَعْدٍ المُدْخَلِّ ... بَيْنَ رَجا الحَيْزُومِ والمَرْحَلِّ


(١) الكهف: ٣٨.
١٢٣٠ - التخريج: الرَّجَز لمَنْظر بن مرثد في شرح شواهد الشافية ص ٢٤٨ - ٢٤٩؛ ولسان العرب ١١/ ٤١٣ (طول)، ٥٤٨ (قتل).
اللغة: الحبل من حبالها: مودّتها. المكان الحلّ: الحلال. المهرة: الفتيّة من الخيل. الطول: حبل طويل مرخى للدابة حتى ترعى.
المعنى: هل من ينقذني من ابتعاد ليلى عني، وانقطاع مودتها. لقد ظهرت لي في مكان حلالٍ كما تستعرض المهرة وهي مقيّدة بحبل طويل.
الإعراب: "من": اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ، وخبره محذوف، بتقدير: من معين. "لي": جارّ ومجرور متعلّقان بالخبر المحذوف. "من هجران": جارّ ومجرور متعلّقان بالخبر المحذوف. "ليلى": مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف للتعذّر. "من لي": توكيد لفظي لسابقتها. "والحبل": الواو: حرف عطف، "الحبل": اسم معطوف على "هجران" مجرور بالكسرة. "من حبالها": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "المنحلّ"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "المنحلّ": صفة للحبل مجرورة بالكسرة. "تعرضت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي. "لي": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "تعرضت". "بمكان": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "تعرضت". "حلّ": نعت للمكان مجرور بالكسرة. "تعرض": مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "المهرة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "في الطول": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "تعرّض".
وجملة "من معين لي": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "تعرضت": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "في الطّوَلّ" حيث شدّد اللام مجريًا الوصل مجرى الوقف.
(٢) تقدم بالرقم ٤٤٨.
١٢٣١ - التخريج: الرجز لمنظور بن مرثد في شرح شواهد الشافية ص ٢٤٩؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ١/ ١٦١؛ ومجالس ثعلب ٢/ ٦٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>