للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يحذفون حروف المدّ واللين من نحو "رَمى القوم"، و"تُعْطِي ابنَك". فلمّا أشبهتها فيما ذكرناه شركتها في الزيادة.

فأمّا التاء، فمُشبِهةٌ حروفَ المدّ واللين أيضاً؛ لأنّها حرفٌ مهموسٌ، فناسب هَمسُها لينَ حروف المدّ واللين. ومخرجُها من رأس اللسان وأصولِ الثَّنايا، وهو قريبٌ من مخرج النون، وقد أُبدلت من الواو في "تَالله"، و"تُراثٍ"، و"تُجاهٍ"، و"تُكَأَةٍ"، و"تُخَمَةٍ"، كلُّ ذلك من الواو في "وَالله"، و"الوِراثة"، و"الوَجه"، و"تَوَكأتُ"، و"الوَخامة"، ومن الياء في "ثِنتَين"، و"كَيتَ"، و"ذيتَ". فلمَّا تُصُرّف فيها هذا التصرّفَ، وأُبْدِلت هذا الإبدال، أَتَت مع حروف المدّ واللين في الزيادة.

وأمّا الهاء، فحرفٌ خفيّ مهموسٌ، فناسبت بهَمْسها وخفائها لينَ حروف المدّ واللين. وهي من مخرج الألف، كيف وأبو الحسن يدّعي أن مخرج الألف هو مخرجُ الهاء ألبتّة. وقد أُبدلت من الواو في "يا هَنَاه"، ومن الياء في "هذِه". فلمّا وُجد فيها ما ذُكر من شَبَه حروف المدّ واللين، وافقتها في الزيادة. وقد أخرجها أبو العبّاس من حروف الزيادة، واحتجّ بأنّها لم تزد إلّا في الوقف من نحو: "ارْمِهْ"، و"اغزُه"، و"اخْشَهْ". قال: فلا أعُدّها مع الحروف التي كثُرت زيادتُها. والصوابُ الأوّلُ، وهو رأيُ سيبويه، لأنّها قد زيدت فيما ذُكر، وفي غيره على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وأمّا السين، فهو حرف مُنسَلّ مهموسٌ، يخرج من طرف اللسان وبين الثنايا، قريبٌ من التاء. ولتقارُبهما في المخرج واتّفاقِهما في الهمس، تَبادلا، فقالوا: "استَخَذَ فلانٌ أرضًا"، وأصله: "اتَّخَذَ"، وقالوا: "سِتٌّ"، وأصلُه: "سِدْسٌ". فلمَّا كان بينهما من القرب والتناسب ما ذُكر، زيدت معها.


= الإعراب: "فلست": الفاء: بحسب ما قبلها، "لست": فعل ماضٍ ناقص، والتاء: ضمير متّصل في محلّ رفع اسم "ليس". "بآتيه": الباء: حرف جرّ زائد، "آتيه": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. "ولا": الواو: عاطفة، "لا": حرف نفي "أستطيعه": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا، والهاء: ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به. "ولاك": الواو: استئنافية، و"لاك": هي "لكن" محذوفة النون، حرف استدراك. "اسقني": فعل أمر مبنىّ على حذف حرف العلّة، والنون: للوقاية، والياء: في محلّ نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. "ماؤك": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، والكاف: في محلّ جرّ بالإضافة. "ذا": خبر "كان" منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة، وهو مضاف. "فضل": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "لست بآتيه": بحسب ما قبلها. وجملة "لا أستطيعه": معطوفة على جملة "لست بآيته" فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان ماؤك ذا فضل": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب.
وجملة "اسقني ... ": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "إن كان ماؤك .. " الشرطية: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوف "فاسقني": في محل جزم لاقترانه بالفاء. والشاهد فيه قوله: "لاكِ" ويريد "لكن" حيث حذف النون لالتقاء الساكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>