للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك، وهي شَجْريّةٌ. والشَّجْرُ: مَفْرِجُ الفم, لأن مبدأها من شجر الفم، يقال: "اشتجر الرجلُ" إذا وضع يدَه تحت شَجْره على حنكه. قال الشاعر [من البسيط]:

١٣٦٤ - نام الخَلىُّ ونِمْتُ الليلَ مُشتجِرًا ... كأنّ عَينِيَ فيها الصاب مَذْبُوحُ

والضاد من حيّز الجيم والشين والياء، ولها حيّزٌ واحدٌ؛ لأنّها تقرب من أوّل حافة اللسان وما يليها من الأضراس، إلَّا أنّك إن شئت تكلّفتها من الجانب الأيمن، وإن شئت من الجانب الأيسر.

واللام والنون والراء من حيّز واحد، وبعضُها أرفعُ من بعض، فاللامُ من حافة اللسان من آخِرها إلى منتهى طرف اللسان من بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى ممّا فُوَيْقَ الضاحك والنابِ والرَّباعية والثَّنيّة. ومن خلف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا مخرجُ النون، ومن مخرجه، غير أنّه أدخلُ في ظهر اللسان قليلًا لانحرافه إلى اللام مخرجُ الراء، وهي ذَلْقيّةٌ، يقال: "حرفٌ أَذْلَقُ"، وذَلْقُ كل شيء: تحديدُ طرفه وكذلك ذَولَقُه.

والطاء والدال والتاء من حيّز واحد، وهو ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا، وهي


١٣٦٤ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ١٢٠؛ ولسان العرب ١/ ٥٣٧ (صوب)؛ والتنبيه والإيضاح ١/ ١٠٦؛ وتاج العروس ١٢/ ١٤٢ (شجر)؛ ومجمل اللغة ٣/ ٢٥٤؛ وأساس البلاغة (ذبح)؛ وللهذلي في تاج العروس ٣/ ٢١٦ (صوب).
اللغة والمعنى: "الخليّ": غير العاشق، من بلا همّ. المشتجر: المتداخل مع بعضه، أسند وجهه بيده واتكأ على مرفقه. الصاب: شجر مرّ. المذبوح: المشقوق.
نام من لا همّ له، بينما قضيت الليل ساهرًا، أسند رأسي بيدي وأتّكئ على مرفقي، وكأن شجر الصاب المر مشقوق، يتقطّر صابه في عينيّ.
الإعراب: "نام": فعل ماضٍ مبنى على الفتح. "الخلي": فاعل مرفوع بالضمّة. "ونمت": الواو: حرف عطف، "نمت": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "الليل": اسم منصوب بنزع الخافض، والتقدير: نمت في الليل. "مشتجرًا": حال منصوب بالفتحة "كأن": حرف مشبّه بالفعل. "عيني": اسم "كأن" منصوب بالفتحة. "فيها": جارّ ومجرور متعلّقان بالخبر بعدهما "مذبوح". "الصاب": مبتدأ مرفوع بالضمة، "مذبوح": خبر مرفوع بالضمّة.
وجملة "نام الخلي": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وعطف عليها جملة "نمت". وجملة "كأن عينى ... ": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "الصاب مذبوح فيها": في محل رفع خبر "كأن".
والشاهد فيه قوله: "نام الليل مشتجرًا" حيث جاء الاشتجار بمعنى وضع اليد تحت الوجه متكئة على المرفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>