للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فآل خندف هم النون والألف في "أنّنا". وكذلك قولهم: "نحن العربَ أقرى الناس للضيف" فالعربُ هم "نحن". ونصبُ هذه الأسماء كنَصْبِ ما ينتصب على التعظيم والشتْم بإضمارِ "أُريد" أو"أعنِي" أو"أختصّ". فالاختصاصُ نوعٌ من التعظيم والشتم، فهو أخصُّ منهما، لأنّه يكون للحاضر، نحو: المتكلّم، والمخاطب، وسائرُ التعظيم والشتم يكون للحاضر، والغائب. وهذا الضربُ من الاختصاص يُراد به تخصيصُ المذكور بالفعل، وتخليصُه من غيره على سبيل الفَخْر، والتعظيم. وسائر التعظيم والشتمِ ليس المرادُ منه التخصيصَ والتخليصَ من موصوف آخَر، وإنما المرادُ المدح أو الذمّ.

فمن ذلك: "الحمد لله الحميدَ"، و"المُلْكُ لله أهْلَ المُلْك"، وكلُّ ذلك نصبٌ على المدح، ولم تُرِد أن تفصِله من غيره، وتقول: "أتاني زيدٌ الخبيثَ الفاسقَ". ومنه قِراءةُ من قرأ {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} (١) بالنصب على الذمّ والشتم.

ومن ذلك "مررت به البائسَ المسكينَ" فيجوز خفضُ "البائس"، و"المسكين" على البدل، ولا يجوز أن يكون نَعْتًا، لأنّ المضمرات لا تُنْعَت، ويجوز نصبُه على الترحّم بإضمارِ "أعنِي"، وهو من قبيل المدح والذمّ، فاعرفه.


= مرفوع بالضمّة. "الصوت": مفعول به منصوب بالفتحة. "الأنامُ": فاعل مرفوع بالضمّة. "ويبصر": الواو: حرف عطف، "يبصر": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. وجملة "أبى الله": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "يسمع": في محلّ رفع خبر "أننا". وجملة "يبصر": معطوفة على جملة "يسمع" في محل رفع مثلها.
والشاهد فيه قوله: "أننا آل خندف" حيث نصب "آل" على الاختصاص، بفعل محذوف.
(١) اللهب: ٤. وقراءة النصب هي المثبتة في القرآن الكريم، وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وغيرهم بالرفع.
انظر: البحر المحيط ٨/ ٥٢٦؛ وتفسير الطبري ٣٠/ ٢١٩؛ والنشر في القراءات العشر ٢/ ٤٠٤؛
ومعجم القراءات القرآنية ٨/ ٢٦٦، ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>