للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واعلم أنّ هذه الأسماء المنصوبة على إضمار الفعل إن كان الفعل فيها ممّا يجوز أن يظهر؛ كان الاسمُ خاليًا من الضمير، وكان خالِصَ الإفراد. وإن كان ممّا لا يجوز أن يظهر عاملُه؛ كان فيه ضميرٌ، وكان فيه شائبةٌ لِنيابته عن الفعل، وتضمُّنه ضميرَه، الذي كان فيه.

وكان أبو الحسن يذهب إلى أنّ في نحو"سَقْيًا"، و"رَعْيًا"، وشِبْهِهما ضميرَيْن، لأنّهما في معنَى "سقاك اللهُ سقيًا"، و"رعاك الله رعيًا". وهو وإن كان كذلك، فهو على كل حال مفردٌ، وليس كـ "صَهْ"، و"مَهْ" و"دَراكِ" و"تَراكِ"؛ لأن هذه الأشياء تجري مجرى الجُمَل لاستقلالها بما فيها من الضمير، وهي مع ذلك مبنيَّةٌ، و"سقيًا" و"رعيًا" معربةٌ مُبقاةٌ على ما كانت عليه من الإعراب، فاعرفْ ذلك وقِسْ عليه ما كان مثله في قولك: "الليلَ الليلَ"، وَ "اللهَ اللهَ في أمري" ونحوِ ذلك، تُصِبْ إن شاء الله.


= المعنى: يهجو الشاعر عمر بن لجأ بقوله: دع طريق المجد لأهلها الذين يعرفون مسالكها، وإن اضطرّك القدر إلى الظهور فاظهر بأمّك برزة. وهذا غاية في التحقير.
الإعراب: "خلّ": فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. "الطريق": مفعول به. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ "خلّ". "يبني": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. "المنار": مفعول به. "به": جار ومجرور متعلّقان بـ "يبني". "وابرز": الواو: حرف عطف، ابرز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. "ببرزة": جار ومجرور متعلّقان بـ "ابرز". "حيث": ظرف مكان مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ "ابرز". "اضطرك": فعل ماضٍ، والكاف: ضمير في محلّ نصب مفعول به. "القدر": فاعل مرفوع.
وجملة "خلّ الطريق": ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "يبني": صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "ابرز": معطوفة على الجملة الابتدائية. وجملة "اضطرّك القدر": في محل جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "خل الطريق" حيث أظهر العامل "خلّ"، وكان يستطيع إضماره أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>