للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُخْطِىء أخرى (١)، والمراد: يركب عَمْياءَ، أي ناقةً عمياءَ، و"الخَبْطُ": الضَّرْبُ، يقال: خَبَطَ البعيرُ بِيَدَيْه الأرضَ خَبْطًا، إذا ضَرَبَها، ومنه قيل: "خَبْطُ عَشْواءَ"، وهي الناقةُ التي في بَصَرها ضعفٌ، فهي تخبط إذا مشتْ، لا تتوقّى شيئًا. قال الخليل: "العَشْواءُ هي الناقة التي لا تبصر ما أمامها، فهي تخبط بيدَيها كل شيء، وقد يكون ذلك من حدَّتها، فهي ترفع طَرْفَها، ولا تتعمّد موقع يَدَيْها".

قال: "وقال ما هو تقوُّلٌ وافتراءٌ وهُراءٌ، وكلامُ الله منه بُراءٌ".

و"التقوُّلُ": الباطلُ، وهو مصدرُ "تَقَوَّلَ تَقَوُّلًا"، وهو بناءٌ للدخول في أمرٍ ليس منه، كقولهم: "تَقَيَّسَ" و"تَنَزَّرَ"، إذا انتمى إلى "قَيْسٍ" و"نِزارٍ"، وليس منهم. و"الافتراءُ": الاختلاقُ، "افتعالٌ" من الفِرْيَة والخَلْقِ، وهو الكذب. و"الهُراءُ": المنطقُ الفاسدُ، يقال منه: "أَهْرَأَ الرجلُ في منطقه"، وقيل: "الهُراءُ": الكثيرُ؛ قال ذو الرُّمَّة [من الطويل]:

٢٣ - لها بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِيرِ ومَنْطِقٌ ... رَخِيمُ الحَواشِي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ (٢)

و"البُراءُ": بمعنى "البَرِيءِ"، يقال: "بُراءٌ" و"بَرِيءٌ"، مثل "طُوالٍ" و"طَوِيلٍ".

* * *

قال: "وهو المِرْقاةُ المنصوبةُ إلى عِلْم البيان، المُطْلِع على نُكَتِ نَظْم القرآن".

"المِرْقاةُ": الدَّرَجَةُ. و"البَيانُ": الكَشْفُ عن الشيء، و"البيانُ": الفصاحةُ؛ المرادُ به ههنا: علمُ الكلام المنثور" نحو الجِناسِ والطِّباق، ونحوهما. و"المُطْلِعُ": المُظْهِرُ، قال: أَطْلَعْتُهُ على الأمر، إذا أَرَيْتَه إِيّاه، والمرادُ أنّه وُصْلَةٌ إلى فَهْم معاني كتاب الله- عزّ وجلّ- ومعرفةِ فوائده.

* * *

وقوله: "الكافِل بإبراز محاسنه".

"الكافلُ": الكافي، مِن "كَفَلَ اليَتيمَ"، إذا كفاه، ومنه قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (٣)


(١) ورد المثل في الألفاظ الكتابيّة ص ٣٧؛ وثمار القلوب ص ٣٥٤؛ وزهر الأكم ٢/ ١٨٥؛ولسان العرب ١٥/ ٥٢ (عشا)؛ ومجمع الأمثال ٢/ ٤١٤.
(٢) البيت لذي الرمة في ديوانه ص ٥٧٧؛ وجمهرة اللغة ص ١١٠٦؛ والخصائص ١/ ٢٩، ٣/ ٣٠٢؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٣؛ وشرح شواهد الشافية ص ٤٩١؛ ولسان العرب ١/ ١٨١ (هرأ)، ٥/ ٢٠٣ (نزر)؛ والمقاصد النحويّة ٤/ ٢٨٥.
(٣) آل عمران: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>