للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ترى كيف أدخل "رُبَّ"، وهي من خَواصّ النكرات، على قوله: "غابطنا"، وهو مضافٌ إلى معرفةٍ، وهو كثيرٌ. وكذلك هذه المصادرُ، لمّا كانت في معنى اسم الفاعل، لم تَتعرَّف بالإضافة. ونحوه قول امرئ القيس [من الطويل]:

وقد أَغتَدِي والطَّيرُ في وُكُناتِها ... بمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأوابِدِ هَيْكَلِ (١)

ألا ترى كيف وصف "منجردًا" بـ "قَيْد الأوابد"، وهو مضافٌ إلى معرفة، إذ المرادُ: مُقَيِّدٍ الأوابدَ. والأوابدُ: الوَحْشيُّ. أي: يُدْرِكها لشدّةِ جَرْيه، فيمنَعُها من الانبعاث، فكأنّه قيدُّ لها. وربّما جاء من ذلك شيءٌ بلفظ الفعل الماضي، قالوا "مررت برجلٍ هَدَّك من رجلٍ". قال القَتالُ الكِلابيُّ [من الطويل]:

٤١٧ - ولي صاحبٌ في الغار هَدُّك صاحبًا ... أخو الجَوْنِ إلّا أنه لا يُعَلَّلُ


= معطوف على "مباعدة" منصوب.
وجملة "يا رب ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لو كان يطلبكم ... " الشرطية: في محلّ رفع خبر المبتدأ وجملة: "كان يطلبكم": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "يطلبكم": في محلّ نصب خبر "كان". وجملة "لاقى": لا محلّ لها من الإعراب لأنّها جواب شرط غير جازم.
والشاهد فيه قوله: "يا ربّ غابطنا" حيث جرّ اسم الفاعل "غابطنا" المضاف إلى ضمير المتكلّم بـ "ربّ" التي لا تدخل إلّا على النكرة. فدلّ على أن اسم الفاعل "غابط" لم يكتسب التعريف بإضافته إلى الضمير، إذ لو اكتسب التعريف لما دخلت عليه "ربّ".
(١) تقدم بالرقم ٢٨٦.
٤١٧ - التخريج: البيت للقتال الكلابيّ في ديوانه ص ٧٧؛ ولسان العرب ١٣/ ١٠٤ (جون)؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٣/ ٤٣٣ (هدد).
شرح المفردات: أخو الجون: كان للقتال أَخ اسمه الجون، فشبَّه النَّمِرَ به، ويروى: أبو الجون، وهو كنية النمر.
الإعراب: "ولي": الواو بحسب ما قبلها، "لي": جاز ومجرور متعلّقان بخبر مقدّم محذوف. "صاحب": مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة. "في الغار": جارّ ومجرور متعلّقان بنعت محذوف من "صاحب". "هدّك" مصدر لإِنشاء المدح، نعت "صاحب" مرفوع بالضمّة، والكاف: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "صاحبًا": مفعول به للمصدر، منصوب بالفتحة. "أخو": نعت "صاحب" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. "الجون": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إلا": حرف استثناء. "أنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسمها. "لا": حرف نفي. "يعلل": فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمّة، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو والمصدر المؤوّل من "أنّ" ومعموليها في محلّ نصب مستثنى.
وجملة "ولي صاحب موجود في الغار": بحسب الواو. وجملة "يُعَلَّلُ": في محل رفع خبر "أن".
والشاهد فيه قوله: "هدُّك" حيث يجوز فيه الرفع والنصب. فمن رفعه جعله مصدرًا نُعتَ به، ومن نصبه جعله فعلًا ماضيًا فيه ضمير.

<<  <  ج: ص:  >  >>