للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد: وما بينها وبين الكعب، إلّا أنّه حذف الظرفَ لتقدُّمِ ذكره، وبقى عملَه. إلَّا أنّ حذفَ المضاف أسهلُ أمرًا، وأقربُ متناوَلًا؛ لأن حرف الجرّ يتنزّل منزلةَ الجُزْء ممّا جَرَّه، ولا يجوز الفصل بينهما بظرفٍ، ولا غيرِه، ويُحكَم عليهما بإعرابٍ واحدٍ. وليس كذلك المضافُ والمضاف إليه. ونظيرُ الآية قولُ الشاعر، أنشده المُبَرِّدُ في الكامل [من البسيط]:

فاليَوْمَ قَرَّبْتَ تَهْجُونَا وتَشْتِمُنَا ... فاذْهَبْ فما بك والأيّامِ من عَجَبِ (١)

والقول فيه كالآية فاعرفه إن شاء الله تعالى.


= الاعراب: "تعلّق": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة .. "في مثل": جار ومجرور متعلقان بالفعل تعلق. "السّواري": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. "سيوفنا": نائب فاعل مرفوع بالضمة. "وما": الواو: استئنافية، و"ما": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "بينها": ظرف مكان منصوب بالفتحة، متعلق بفعل الصلة المحذوف المقدر بـ "استقرّ"، و"ها": ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. "والكعب": الواو: عاطفة، "الكعب": اسم معطوف على الضمير "ها" مجرور بالكسرة. "غوط": خبر مرفوع بالضمة. "نفانف": صفة لـ (غوط) مرفوع بالضمة.
وجملة "تعلّق .. سيوفنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما بينها غوط": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة الصلة المحذوفة: "استقر" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "فما بينها والكعب" حيث حذف الظرف لتقدم ذكره، وبقى علمه، والمراد: وما بينها وبين الكعب.
(١) تقدم بالرقم ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>