للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقيق: وادٍ بالمدينة، وقال أيضًا [من الكامل]:

٥٣٢ - هيهات مَنْزلُنَا بنعْفِ سُوَيْقَةٍ ... كانت مُبارَكة من الأيامِ

فـ "العقيق" و"منزلُنا" مرتفعان بأنهما فاعل "هيهات", فأمّا قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (١)، فَقيل: اللامُ زائدة، و"مَا" الفاعلةُ، والتقدير: هيهات هيهات ما توعدون. وقيل: الفاعلُ محذوف، والتقدير: بعُد الصدْقُ لمِا توعدون، فاللامُ على بابها؛ لأنّه لم تُؤلَف زيادةُ اللام في نحوِ هذا. وإنّما تُزاد لتمكينِ معنى الإضافة، نحوِ قوله [من مجزوء الكامل]:

بَا بُؤْسَ للحَرْب التِي ... وَضَعَت أراهِطَ فاسْتَراحُوا (٢)


= عطف، "هيهات": اسم فعل ماضٍ بمعنى "بَعُد". "خلّ": فاعل مرفوع. "بالعقيق": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف نعت لـ"خل". "نواصله": فعل مضارع مرفوع، والفاعل: نحن، والهاء: في محل نصب مفعول به.
جملة "هيهات هيهات العقيق" الفعليّة لا محل لها من الإعراب لأنّها استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "هيهات خل" الفعلية معطوفة على جملة "هيهات هيهات ... " لا محل لها من الإعراب. وجملة "نواصله" الفعلية في محل رفع نعت لـ"خل".
والشاهد فيه قوله: "هيهات"، وهو اسم فعل ماضٍ بمعنى "بَعُد"، يعمل كما يعمل الفعل الماضي الذي بمعناه، وقد رفَعَ فاعلًا هنا هو"العقيق".
٥٣٢ - التخريج: البيت لجرير في ملحق ديوانه ص ١٠٣٩؛ والخصائص ٣/ ٤٣؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ٢/ ٧٧٤؛ ولسان العرب ١٠/ ١٧١ (سوق)، ١٤/ ٣٤٩ (روى)، ١٥/ ٢٠٩ (قوا).
اللغة: النعف: ما ارتفع عن الوادي، وانحدر عن الجبل. وسُوَيقة: موضِعٌ بعينه. وقوله: كانت مباركةً من الأيام، أي كانت تلك الأيام التي جمعتنا ومَنْ نحب، فأضمرها ولم يَجرِ لها ذكر لما جاء بعد ذلك من التفسير في قوله: من الأيام.
المعنى: لقد شطَّت تلك المنازل التي كانت تجمعنا والأحبة في ذلك المكان الذي عشنا فيه أيامًا مباركة.
الإعراب: "هيهاتَ": اسم فعل ماضٍ مبني على الفتح. "منزلنا": فاعل "هيهات" مرفوع بالضمة، و"نا": مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. "بِنَعْفِ": جار ومجرور متعلقان بحال من "منزلنا". "سويقةٍ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "كانت": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث، والتاء: حرف لا محل له، واسم "كان" ضمير مستتر تقديره: هي، مقصود به الأيام، وإن لم تذكر، لأنه فسر ذلك بقوله فيما بعد: من الأيام. "مباركة": خبر "كان" منصوب بالفتحة. "من الأيام": جار ومجرور متعلقان بحال من الضمير المستتر في "مباركة".
جملة "هيهات منزلنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانت مباركةً": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "هيهات منزلنا" حيث اقتضت "هيهات" اسمًا مرفوعًا بعدها فاعلًا لها.
(١) المؤمنون: ٣٦.
(٢) تقدم بالرقم ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>