للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المسمّين بالماضي "كَعْسَبُ"، وهو من "الكعسبة"، وهو: العَدْو السريع، وهو رُباعيٌّ. ومثلُه "تَرْجَمُ"، من قولهم: "تَرْجَمَ عن الشيء".

وأمّا "دُئِلُ" فقبيلةُ أبي الأسود، فإنّ سيبويه لم يذكره في أبنية الأسماء. وذكر الأخفش أنّه قد جاء في المعارف؛ والمعارفُ غيرُ معوَّلٍ عليها في الأبنية، لأنّه يجوز أن يسمّى الرجل بما لا نظير له في الكلام. وذكر الأخفش أنّه اسمُ دُوَيْبَّهٍ تُشْبِه ابنَ عِرْسٍ. وأنشد [من المنسرح]:

٤٩ - جاؤوا بجَيْشٍ لو قِيسَ مُعْرَسُهُ ... ما كان إلّا كَمُعْرَسِ الدُّئلِ

فعلى ذلك تَحتمل قبيلةُ أبي الأسود أن تكون من هذا، فتكون كـ"أَسَد"، و"ثَوْرٍ"؛ والآخر أن يكون منقولاً من الفعل، مثل "شَمَّر"، و"خَضَّمَ"؛ من قولك: "دَأَلَ يَدْأَلُ"، وهو مَشْىٌ فيه بَغْىٌ ونشاطٌ، كأنّه قيل: "دُئلَ في هذا المكان"، كما يقال: "سِيرَ فيه"، و"عُدِيَ فيه"، ثمّ سُمّي به مفردًا.

وأمّا المضارع، فنحو "يَشْكُرَ"، و"تَغْلِبَ"، و"يَزِيدَ"؛ وهو كثيرٌ.

وأمّا الأمر، فنحو قولهم في الفَلاة: "إِصْمتُ"، و"إِصْمِتَةُ". قال الشاعر [من البسيط]:

أَشْلَى سَلُوقِيَّةً باتَتْ وباتَ بها ... بوَحْشِ إِصْمِتَ في أصْلابِها أَوَدُ (١)

قوله: "أشلى"، أي: دعا، يقال: أَشْلَى الكَلْبَ إذا دعاه، وآسَدهُ إذا أغراه بالصَّيْد. والضميرُ في "أشلى" يعود إلى الصائد. و"سلوقيّةٌ": منسوبةٌ إلى "سَلُوقَ"، وهي قريةٌ


٤٩ - التخريج: البيت لكعب بن مالك في ديوانه ص٢٥١؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٢؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٦٢؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٨٦؛ والاشتقاق ص ١٧٠؛ وإصلاح المنطق ص ١٦٦؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١/ ٣٧؛ والمنصف ١/ ٢٠.
اللغة: المعرس: المكان الذي ينزل فيه. الدئل: دويبة صغيرة تشبه ابن عرس.
الإعراب: "جاؤوا": فعل ماضٍ، والواو: ضمير في محلّ رفع فاعل. "بجيش": جار ومجرور متعلقان بـ "جاؤوا". "لو": شرطيّة غير جازمة. "قيس": فعل ماضٍ للمجهول. "معرسه": نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. "ما": نافية. "كان": فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "إلا": حرف حصر. "كمعرَس": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. "الدئل": مضاف إليه مجرور.
وجملة "جاؤوا ... ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "ما كان ... ": جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "قيس معرسه" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "لو قيس ما كان إلا كمعرس": صفة لـ"معرس" محلها الجر.
والشاهد فيه قوله: "الدئل" حيث جاء اسم دُويبّة.
(١) تقدّم تخريجه بالرقم ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>