قال أبو عمر: إنما قال ذلك - والله أعلم - فِرارًا من إيجاب التسبيح فى الركوع والسجود، ومن الاقتصار على " سبحان ربى العظيم " فى الركوع، وعلى " سبحان ربى الأعلى " فى السجود، كما اقتصر عليه غيره من العلماء دون غيره من الذكر. قال: والحجة له هذا الحديث: " فعظموا الرب، وإذا سجدتم فاجتهدوا فى الدعاء ". فلم يخُصَّ ذكرًا من ذكر، وأنه - عليه السلام - قد جاء عنه فى ذلك ضروبٌ وأنواع تنفى الاقتصارَ على شىء بعينه من التسبيح والذكر. منها بالإضافة إِلا ما سيأتى ما أخرجه أبو داود وغيره عن عوف بن مالك أنه سمع النبى - عليه السلام - يقول فى ركوعه وسجوده: " سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " راجع: التمهيد ١٦/ ١١٨، الاستذكار ٤/ ١٥٥. (٢) ساقطة من ق. (٣) أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد ولفظه: لما نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: ٧٤، ٩٦] قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجعلوها فى ركوعكم "، فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: ١] قال: " اجعلوها فى سجودكم ".