للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٣ - (...) حدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ. ح وَحَدَّثَنِى عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِىُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِىُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - وَهُوَ الْقَطَّانُ - عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ. ح وَحَدَّثَنِى هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِىُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ. ح قَالَ: وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ - أَخْبَرَنِى مُحَمَّدٌ - وَهُوَ ابْنُ عَمْرو. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِى هَنَّادُ بْنُ السَّرِىِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، كُلُّ هَؤلاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلىٍّ - إِلَّا الضَّحَّاكَ وَابْنَ عَجْلَانَ فَإِنَّهُمَا زَادَا: عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَنْ عَلىٍّ - عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ قَالُوا: نَهَانِى عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ،

ــ

ويقال: قَمِنَ، بكسر الميم، وقمَين، بالفتح، مصدر وغيره نعت، يثنى ويجمع. اختلف الناس فى هذا، فذهب مالك - رحمه الله - للأخذ بهذه الأحاديث، وكره القراءة فى الركوع والسجود، وكره الدعاء فى الركوع، وأباحه فى السجود، اتباعًا للحديث (١)، وذهب طائفة من العلماء إلى جواز الدعاء فيهما، وفى مختصر أبى مصعب نحوه: وقال الشافعى والكوفيون: يسبح فى الركوع والسجود، ففى الركوع: " سبحان ربى العظيم "، وفى السجود: " سبحان ربى الأعلى " [اتباعًا] (٢) لحديث عقبة بن عامر الجهنى (٣)، ولا يوجب أحد من هؤلاء ذلك فى الصلاة ولكن يستحبونه، وذهب بعضهم إلى وجوب قول:


(١) نقل ابن القاسم عن مالك: إنَّه لم يَعرِف قول الناس فى الركوع: " سبحان ربى العظيم "، وفى السجود: " سبحان ربى الأعلى "، وأَنكَرَه، ولم يَحُدَّ فى الركوع دُعَاءً مؤقتًا ولا تسبيحًا مؤقتًا. وقال: إذا أمكن المُصلِّى يديه من ركبتيه فى الركوع، وجبهته من الأرض فى السجود فقد أجزأ عنه.
قال أبو عمر: إنما قال ذلك - والله أعلم - فِرارًا من إيجاب التسبيح فى الركوع والسجود، ومن الاقتصار على " سبحان ربى العظيم " فى الركوع، وعلى " سبحان ربى الأعلى " فى السجود، كما اقتصر عليه غيره من العلماء دون غيره من الذكر.
قال: والحجة له هذا الحديث: " فعظموا الرب، وإذا سجدتم فاجتهدوا فى الدعاء ". فلم يخُصَّ ذكرًا من ذكر، وأنه - عليه السلام - قد جاء عنه فى ذلك ضروبٌ وأنواع تنفى الاقتصارَ على شىء بعينه من التسبيح والذكر. منها بالإضافة إِلا ما سيأتى ما أخرجه أبو داود وغيره عن عوف بن مالك أنه سمع النبى - عليه السلام - يقول فى ركوعه وسجوده: " سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " راجع: التمهيد ١٦/ ١١٨، الاستذكار ٤/ ١٥٥.
(٢) ساقطة من ق.
(٣) أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد ولفظه: لما نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: ٧٤، ٩٦] قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجعلوها فى ركوعكم "، فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: ١] قال: " اجعلوها فى سجودكم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>