للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- يَعْنِى بُشَيْرَ بْنَ كَعْبٍ - فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا.

فَعَادَ لهُ. ثُمَّ حَدَّثَهُ. فَقَالَ لهُ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذا. فَعَادَ لهُ. فَقَالَ لهُ: مَا أَدْرِى، أَعَرَفْتَ حَدِيثِى كُلَّهُ وَأَنْكَرْتَ هَذَا؟ أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِى كُلهُ وَعَرَفْتَ هَذَا. فَقَالَ لهُ

ــ

يخرج فيقرأ للناس قرآناً ".

قد حفظ الله كتابه، وضمن ذلك فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١).

وقد ثبت القرآن ووقع عليه الإجماع، فلا يزاد فيه حرف ولا ينقُص حرف وقد رام (٢) الروافض والملحدة ذلك فما يمكن لهم، ولا يَصحُّ أن يقبل مسلم من أحدٍ قرآناً يدعيه مما ليس بين الدفتين، فإن كان لهذا الخبر أصل صحيح (٣) فلعله يأتى بقرآن فلا يقبل منه كما لم يقبل ما جاءت به القرامطة (٤) ومسيلمة وسجاح وطليحةُ وشبههم، أو يكون أراد بالقرآن ما يأتى به ويجمعه من أشياء يذكرها، إذ أصل القرآن الجمعُ، سمى بذلك لما يجمعه من القصص


= قلت: ما ذكره الدولابى عن ابن معين غير ذلك، قال: قال يحيى بن معين: أبو إياس البجلى عامر ابن عبدة يروى الأعمش عن رجل عنه، وكذا نقل عن أحمد.
(١) الحجر: ٩.
(٢) فى الأصل: زام.
(٣) قلت: الخبر رجاله ثقات.
(٤) حركة باطنية هدامة، بدأت بعبد الله بن ميمون القداح الذى نشر المبادئ الإسماعيلية فى جنوب فارس سنة (٢٦٠ هـ)، اعتمدت التنظيم السرى العسكرى، ظاهرها التشيع لآل البيت، والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بنى جعفر الصادق، وحقيقتها الإلحاد، والشيوعية والإباحية، وهدم الأخلاق، والقضاء على الدولة الإسلامية.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى حمدان قرمط بن الأشعث الذى نشرها فى سواد الكوفة سنة (٢٧٨ هـ).
التف القرامطة بالبحرين حول الحسن بن بهرام- ويعرف بأبى سعيد الجنابى- الذى سار إلى البصرة سنة (٢٨٣ هـ) فهزم بها. وقام بالأمر بعده ابنه سليمان، ويعرف بأبى طاهر، وقد استولى على كثير من بلاد الجزيرة العربية، ودام ملكه فيها ٣٠ سنة، ويعتبر مؤسس دولة القرامطة الحقيقى، بلغ من سطوته أن دفعت له حكومة بغداد الإتاوة.
ومن أعماله الرهيبة أنه:
فتك بالحُجّاج حين رجوعهم من مكة، ونهبوهم، وتركوهم ضاحين إلى أن هلكوا فى القفر.
ملك الكوفة ستة أيام، استحلها أيام المقتدر (٢٥٩: ٣٢٠ هـ).
هاجم مكة عام (٣١٩ هـ) وفتك بالحجاج، وهدم زمزم، وملأ المسجد بالقتلى، ونزع الكسوة، وقلع باب البيت العتيق، واقتلع الحجر الأسود وسرقه إلى الأحساء، وبقى الحجر هناك عشرين سنة إلى عام (٣٣٩ هـ).
ومن عقائدهم:
- إبطال القول بالمعاد والعقاب، وأن الجنة هى النعيم فى الدنيا، والعذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد.
- يقول بالعصمة، وأنه لا بد فى كل زمان من إمام معصوم يُؤَوّل الظاهر، ويساوى النبى فى العصمة.
- وأن الصيام هو الإمساك عن كشف السر.
- وأن النبى عبارة عن شخص فاضت عليه من الإله الأول بقوة التالى قوة قدسية صافية.
- وأن القرآن هو تعبير محمد عن المعارف التى فاضت عليه، ومركب من جهته، وسمى كلام الله مجازاً. الموسوعة الميسرة ٣٩٥ - ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>