(٢) قال الإمام ابن تيمية: لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التى ذكر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن القرآن أنزل عليها، ليست هى قراءات القراء السبعة المشهورة، بل أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد، وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد. فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام؛ إذ هذه الأمصار الخمسة هى التى خرج منها علم النبوة من القرآن وتفسيره، والحديث والفقه من الأعمال الباطنة والظاهرة، وسائر العلوم الدينية، فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار ليكون ذلك موافقاً لعدد الحروف التى أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هى الحروف السبعة، أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم. الفتاوى ١٣/ ٣٩٠. قلت: وقد جرى اصطلاح المؤلفين فى فن القراءات على إطلاق مصطلح (قراءة) على ما ينسب إلى إمام من أئمة القراء مما اجتمعت عليه الروايات والطرق عنه، وإطلاق مصطلح (رواية) على ما ينسب إلى الآخذ عن هذا الإمام ولو كان بواسطة، كما اصطلح على إطلاق (طريق) على ما ينسب للآخذ عن الراوى ولو سفل. ولكل إمام صاحب قراءة رواة كثيرون رووا عنه، ولكل راوٍ طرق متعددة. راجع: حجة القراءات: ٥٠. (٣) هو محمد بن أحمد بن أسيد بن أبى صفرة، سمِع من الأصيلى، وكان من كبار أصحابه، وتوفى بالقيروان، وقد سمِع منه أخوه المهلب. ترتيب المدارك ٨/ ٣٦.