للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إلى من لم يرو عنه، وإرسال سنده وسقوط اتصاله، وأما الحجة به فذهب السلف الأول إلى قبوله والحجة به، وهو مذهب مالك وأبى حنيفة [وعامة أصحابهما] (١) وفقهاء الحجاز والعراق، وذهب الشافعى وإسماعيل القاضى، فى عامة أهل الحديث وكافة أصحاب الأصول وأهل النظر، إلى ترك الحجة بها، وحكاه الحاكم عن ابن المسيب ومالك وجماعة أهل الحديث وفقهاء الحجاز وممن بعدهم من فقهاء [المدينة] (٢)، وعن الأوزاعى والزهرى وابن حنبل، والمعروف من مذهب مالك وأهل المدينة خلاف ما ذكر فلهم تفريق فى ذلك، وشرط بعض من لم يَر الحجة به مراسيل التابعين جملةً وخَصَّ بعضُهم مراسيل كبار التابعين (٣)، وبعضُهم مراسيل الصحابة (٤) [و] (٥) إذا قالوا: حدثنى رجل عن النبى- عليه السلام- وخصَّ الشافعى مراسيل سعيد بن المسيب (٦)، وبعضُهم مراسيل الأئمة (٧) وجعلها


(١) سقط من ت.
(٢) ساقطة من الأصل.
(٣) وألحقها بمراسيل الصحابة. قال الحافظ: " ويقال: إنه مذهب أكثر المتقدمين، وهو مذهب الشافعى- رضى الله عنه ". النكت ٢/ ٥٥١.
(٤) وهو محكى عن محمد بن الحسن. السابق.
(٥) غير مذكورة فى ت، ولعله هو الصواب.
(٦) هو ابن حزن بن أبى وهب بن مخزم. الإمام العَلم، عالم أهل المدينة، وسيد التابعين فى زمانه، وُلِد لسنتين مضتا من خلافة عمر، وقيل: لأربع مضين بها بالمدينة، رأى عمر، وسمع عثمان، وعلياً، وزيد بن ثابت، وأبا موسى وسعداً، وعائشة وأبا هريرة وابن عباس، وأم سلمة، وخلقاً، وقيل: إنه سمع من عمر، روى عن أبى بن كعب مرسلاً، وبلال كذلك، وسعد بن عبادة كذلك وروايته عن على، وسعد، وعثمان وأبى موسى، وعائشة، وأم شريك، وابن عمر، وأبى هريرة، وابن عباس، وحكيم بن حزام، وابن عمرو، وأبيه المسيب، وأبى سعيد فى الصحيحين، وعن حسان بن ثابت، وصفوان بن أميَّة، ومعمر بن عبد الله، ومعاوية، وأم سلمة، فى صحيح مسلم، وروايته عن جبير بن مُطعم، وجابر وغيرهما فى البخارى، وروايته عن عمر فى السنن الأربعة، وكذلك عتاب بن أسيد، وهو مرسل.
أرسل عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن أبى بكر الصديق، وكان زوج بنت أبى هريرة وأعلم الناس بحديثه.
روى عنه خلق منهم: عمرو بن شعيب. وعمرو بن دينار، وقتادة، والزهرى، ويحيى بن سعيد الأنصارى.
وكان ممن بَرز فى العلم والعمل. قال فيه ابن المدينى: لا أعلمُ فى التابعين أحداً أوسع علماً من ابن المسيب، هو عندى أجلّ التابعين.
مات سنة أربع وتسعين. وهى السنة التى يقال فيها سنة الفقهاء. الطبقات الكبرى ٥/ ١٤٣، طبقات خليفة: ٢٩٦، تاريخ البخارى ٣/ ٥١٠، تهذيب التهذيب ٤/ ٨٤، سير ٤/ ٢١٧: ٢٤٦ بتصرف.
(٧) المراد بهم أئمة النقل المرجوع إليهم فى التعديل والتجريح، كما ذكره الحافظ فى النكت، قال: وهو قول عيسى بن أبان من الحنفية، واختاره أبو بكر الرازى منهم، وكثير من متأخريهم، والقاضى عبد الوهاب من المالكية، بل جعله أبو الوليد الباجى شرطاً عند من يقبل المرسل مطلقًا. النكت ٢/ ٥٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>