وأما طائفة السكينة هذه، فإنى لم أقف لها على تعريف أو تحديد فى كتب الأولين والآخرين، وغاية ما أستطيع قوله فيها الآن: إنها لعلها منسوبة إلى قول معمر: إن من قدر على السكون قدر أن يسكن، كما أن من قدر على الإرادة قدر أن يريد. مقالات ٥٤٨. (٢) هم صنف من الشيعة، سموا بذلك لرفضهم إمامة أبى بكر وعمر، وهم مجمعون على أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصَّ على استخلاف علىّ بن أبى طالب باسمه، وأظهر ذلك وأعلنه، وأن أكثر الصحابة ضلُّوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن الإمامة لا تكون إلا بنص وتوقيف. (٣) هم أتباع جهم بن صفوان، الكاتب المتكلم. كان ينكر الصفات، وينزه البارى عنها بزعمه، وقد قتل سنة ١٢٨. وقد تفرد الجهم بالقول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط. راجع: سير ٦/ ٢٦، مقالات ٢٧٩. (٤) الحديث أخرجه مسلم فى ك القدر، ب كل مولود يولد على الفطرة، رقم (٢٣) عن أبى هريرة، وسيرد إن شاء الله الكلام عليه فى حينه. ومحل الشاهد قولهم: يا رسول الله، أفرَأيت من يموت صغيراً؟ قال: " الله أعلم بما كانوا عاملين ". ٤/ ٢٠٤٨، والمعنى: أن الله يعلم ما يعملون لو بلغوا. الفتاوى ٨/ ٦٩. (٥) راجع له: كتاب خلق أفعال العباد فى باب أفعال العباد ٣٩. (٦) وهذا القول كان أول خلاف نشأ فى الاعتقادات. مكمل ١/ ٥١. (٧) ويعنون بها أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر، وقد قالوا فى الفاسق: إيمانه لا نُسميه به مؤمناً، وفى اليهودىّ إيمانُه لا نسميه به مؤمناً. مقالات ٢٧. =