للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

سعى (١) عقالاً فلم يترك لنا سبَداً ... فكيف لو قد سعى (٢) عمرو عِقالين

قال أبو عُبيد: والعقال أيضاً اسم لما يُعقل به البعيرُ، قال: وقد بَعثَ -عليه السلام- محمد بن مسلمة (٣) على الصدقة فكان يأخذ مع كل فريضتين عقالهما وقِرانَهُما، وكان [أيضاً] (٤) عمر [رضى الله عنه] (٥) يأخذ مع كل فريضة عقالاً [ورواء] (٦)، [فيحتمل أن يكون هذا هو المراد بالحديث، وقاله على جهة المبالغة فى التقليل] (٧).

قال القاضى: قال الواقدى عن مالك وابن أبى ذئب: العقالُ هنا عِقال الناقة، وروى ابن وهب (٨) [قيل] (٩): [إنه الفريضة من الإبل، ونحوه عن النضر بن شُميل] (١٠)، وقال أبو سعيد الضرير (١١): العقال كل شىء يؤخذ للزكاة من أنعام وثمار لأنه عن مالكه (١٢). وقال المُبَردُ: العِقَالُ ما أُخذ لمُصَدِق من الصدقةِ بعينها فإن أخذ عِوضاً عنها


(١) فى نسخ الإكمال: سقى -بالقاف- والمثبت من المعلم.
(٢) فى نسخ الإكمال: سقى -بالقاف- والمثبت الصحيح من المعلم. واللسان، وهو من شعر عمرو بن العداء الكلبى لما اعتدى عمرو بن عتبة بن أبى سفيان -وهو ابن أخى معاوية- على صدقات كلب.
قال ابن الأثير: نصب عقالاً على الطرف، أراد مدة عقالين والسّبَدُ الوبَرُ، قال الأصمعى: ماله سبَدُ ولا وَبَرُ، أى ما له قليل ولا كثير. وقال غير الأصمعى: السبدُ من الشعرِ، واللبدُ من الصوف.
(٣) هو محمد بن سلمة بن مسلمة الأنصارى الأوسى من نجباء الصحابة شهد بدراً والمشاهد، كان -رضى الله عنه- ممن اعتزل الفتنة، واتخذ سيفاً من خشب، وتحول إلى الرَّبْذَة، قام بها مديدة، استعمله عمر على زكاة جهينة، وقد كان عمر إذا شكى إليه عامل نفدَ محمداً إليهم ليكشف أمره. شهد فتح مصر، وكان فيمن طلع الحِصنَ مع الزبير. مات سنة ثلاث وأربعين. سير ٢/ ٣٦٩.
(٤) و (٥) من المعلم.
(٦) فى الإكمال رسمت هكذا: ورواهم. والرواء الحبل.
(٧) من المعلم، ق.
(٨) هو العالم الحافظ، البارع، الرحال، عبد الله بن محمد بن وهب الدينورى، سمع أبا عُمَير بن النَّحاس الرملى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقى، وأبا سعيد الأشج، ويونس بن عبد الأعلى، وطبقتهم بمصر والشام، والعراق، والحجاز، وصنف، وخرَّج. حدث عنه الفريابى وهو أكبر منه، والحافظ أبو على النيسابورى، والقاضى يوسف الميانجبى، والقاضى أبو بكر الأبهرى. قال الحافظ أبو على: بلغنى أن أبا زرعة الرازى كان يعجز عن مذاكرة ابن وهب الدينورى قال الذهبى بعد أن استعرض أقوال من قدح فيه من العلماء: وما عرفت له متناً يتهم به فأذكره، أما فى تركيب الإسناد فلعله. مات سنة ثمان وثلاثمائة. سير ١٤/ ٤٠٠، ٤٠١.
(٩) من ق.
(١٠) سقط من ق.
والنضر بن شُميل هو العلامة الحافظ، أبو الحسن المازنىُّ، البصرى، النَّحوى، نزيل مروٍ وعالمها ولد فى حدود سنة اثنين وعشرين ومائة. حدث عن هشام بن عروة، وبهز بن حكيم، وحميد الطويل، وكهمس، وشعبة، وحماد بن سلمة، وخلق كثير. وعنه: يحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن سعيد الدارمى وأمم سواهم. قال فيه أبو حاتم: ثقة صاحب سنة، وسئل عنه ابن المبارك فقال: ذاك أحدُ الأحدين، لم يكن أحد من أصحاب الخليل بن أحمد يدانيه، كان إماماً فى العربية والحديث. مات أول سنة أربع ومائتين. الطبقات الكبرى ٧/ ٣٧٣، الجرح والتعديل ٨/ ٤٧٧، سير ٩/ ٣٢٨.
(١١) لم أقف عليه.
(١٢) ومعنى عقل عن مالكه: أى حبس. لسان العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>