أسيراً فقتل، وقيل: دخل بعد الهزيمة فى حربه فوجد حماراً ميتا فدخل فى جوفه فأحرق فيه. وقوله:" اللهم من ولى من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه " وذكر فى الرفق بهم مثله: فيه الحض على الرفق والنهى عن المشقة، وهو الذى أمر الله به نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووصفه به، وحض عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى غير حديث، وأثنى عليه، وأنه يثيب على الرفق ما لا يثيب على المشقة. والمشقة: المضرّة، والجَهد ومثله.
قوله فى الحديث الآخر:" شر الرعاء الحطمة،، قال الإمام: يعنى الذى يكون عنيفاً برعيه الإبل يحطمها، يلقى بعضها على بعض، ويقال أيضاً: حُطم بلا هاء، ومنه قول الحجاج فى خطبته:
قد لفها الليل بسواق حطَم
وقوله: " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " الحديث، قال القاضى: الراعى: هو الحافظ المؤتمن، وأصله: النظر. رعيت فلاناً: نظرتُ إليه، ومنه: رعيت النجوم، ومنه قولهم: راعنا، أى حافظنا، وقيل: استمع منا، وأرعنى سمعك: استمع إلىّ، وقال الله تعالى:{لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا}(١). وهذا يصحح أن أصل الكلمة النظر، كما ذكرنا.