وقد أخرجه البخارى والطبرانى من حديثه بلفظ: " لستَ ممن يضعه خُيلاء " البخارى فى صحيحه، ك اللباس، ب من جَرَّ ثوبه من غير خيلاء ٧/ ١٨٢، والطبرانى فى المعجم الكبير ١٢/ ٣٠٠، وكذا أخرجه أبو داود فى السنن ك اللباس، ب ما جاء فى إسبال الإزار ٢/ ٣٧٨، وزاد فيه: " إن أحد جانِبى إزارى يسترخى، إنى لأتعاهَدُ ذلك منه ". (١) وذلك من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " الإسبال فى الإزار، والقميص، والعِمامة، من جَرَّ منها شيئًا خُيلاء لم يُنظرِ الله إليه يوم القيامة " ١/ ٣٨١. (٢) البقرة: ٢٦٤. (٣) أخرجه أحمد فى المسند فى حديث طويل عن أبى ذر بلفظ: " ثلاثةٌ يشنؤهم الله: التاجر الحلاف - أو قال: البائع الحلاف - والبخيل المنان، والفقير المختال " ٥/ ١٥١. وقد أخرجه الترمذى عن أبى بكر الصديق بلفظ: " لا يدخُلُ الجنَّة خِبٌّ، ولا منانٌ، ولا بخيل " ك البر والصلة، ب ما جاء فى البخيل ٤/ ٣٤٣، وقال فيه الترمذى: هذا حديث حسن غريب. والمنَّانُ: صيغة مبالغة من المن؛ ولذا فسَّره فى حديث الأعمش أنه لا يعطى شيئًا إلا منّة. وعلى ذلك فلا يتناول الوعيدُ المذكور إلا من كثُر منه ذلك، بخلاف إبطاله الصدقة، والمن: تقرير النعمة على من أسديت إليه. ورواية أحمد التى استدل بها القاضى ليس فيها تخصيصٌ لروايات الباب هنا حتى يقال: لا يتناول الوعيد إلا من أضاف إلى كثرة المن البخل، وذلك لأن المنَّ يستلزم البخل؛ لأنه لا يمنّ إلا بما عظم فى نفسه وشحَّ بإخراجه، والجواد لا يستعظم فلا يَمنَّ كما ذكر القاضى. (٤) التين: ٦. وفيه قال ابن عباس: غير منقوض. وقال مجاهد والضحاك: غير محسوب. قال الحافظ: ابن كثير: وحاصل قولهما: أنه غير مقطوع، كما قال تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: ١٠٨] =