للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَذَكَرَ منْ لَوْنِهِ وَشَعْرِهِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظهُ دَاوُدُ - وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِى أُذُنَيْهِ، لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَةِ، مَارًّا بَهَذَا الْوَادِى ". قَالَ: " ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّة، فَقَالَ: " أَىُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ ". قَالُوا: هَرْشَى أَوْ لِفْتٌ. فَقَالَ: " كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ، عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ لِيفٌ خُلْبَةٌ، مَارًّا بَهَذَا الْوَادِى مُلَبِّيًا ".

٢٧٠ - (...) حدّثنى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ ذَاكَ، وَلَكِنَهُ قَالَ: " أَمَّا إِبْرَاهِيمُ، فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأمَّا مُوسَى، فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَهٍ، كَأَنِّى أَنْظُرُ

ــ

أبى الحسين بكسر اللام وسكون الفاء، وأنشدنا بعضهم فى ذلك:

مررنا بلفْتٍ والثُريَّا كأنها ... قلائد [دُ] (١) رّ حُلَّ عنها نظامها

وروينا هذا البيت فى كتاب مشاهد ابن هشام عن أشياخنا التميمى والأسدى وابن سراج:

ولِفْتًا شدَدْناه وفجَّ صلاح

كذا رويناه (٢) بالكسر، وكذا كان فى المشاهد عن أبى بحر، وكذا قيدناه عنه.

وقوله فى موسى: " له جؤار إلى الله بالتلبية "، قال الإمام: الجؤار: رفع الصوت، مهموز، من قول الله تعالى: {فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (٣): أى ترفعون أصواتكم وتستغيثون، يقال: جأر يجأر، قال عدى بن زيد:

إننى والله فاقبل حَلْفتى ... بأبيل كلما صلى جأر

قال القاضى: ذكر هذا فى موسى وذَكر نحوه فى يونس، وأكثر الروايات فى وصفه لهم يدل أن ذلك رآه ليلة أُسْرِىَ به، وقد وقع ذلك مبينًا فى رواية أبى العالية عن ابن عباس وفى رواية ابن المسيب عن أبى هريرة، وليس فيها ذكر التلبية.

فإن قيل: كيف يتوجه ما ذكر من حجَّهم وتلبيتهم وهم أموات، وفى الأخرى، وليست دار عَمَلٍ، فاعْلَمْ وفَقَكَ الله أن للمشايخ وفيما ظهر لنا عن هذا أجوبة:


(١) ساقطة من الأصل.
(٢) فى الأصل: سمعناه.
(٣) النحل: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>