أحدها: أنا إذا قلنا: إنهم كالشهداء، بل هُم أفضلُ من الشهداء أحياء عند ربهم، فلا يبْعُدُ أن يحجُوا ويُصلوا كما ورد فى الحديث الأخر، وأن يتقربوا إلى الله بما استطاعوا وكُتب لهم؛ لأنهم بعدُ وإن كانوا فى الأخرى فهم فى هذه الدنيا التى هى دارُ العَمَل، حتى إذا فنيت مُدَّتُها وأعقبتها الأخرى التى هى دار الجزاء انقطع العمل.
والوجه الثانى: أن عمل الآخرة ذكر ودعاءٌ، قال الله تعالى:{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ}(١).
الوجه الثالث: أن يكون هذه رؤية منام فى غير ليلة الإسراء، أو فى بعض ليلة الإسراء كما قال فى رواية عبد الله بن عُمَر:" بينا أنا نائم رأيتنى أطوف بالكعبة .. " وذكر الحديث فى قصَّة عيسى.
الوجه الرابع: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِى حالهم قبل هذا ومُثِلوا له فى حال حياتهم وكيف تلبيتهم حينئذ وحجهم كما قال فى الحديث: " كأنى أنظر إلى موسى، وكأنى أنظرُ إلى يونس، وكأنى أنظر إلى عيسى ".