للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢٣ - (...) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجْتَمِعُ المُؤْمِنُونَ يوْمَ القِيَامَةِ، فَيَهْتَفُونَ بِذَلِكَ - أَوْ يَلهَمُونَ ذَلِكَ - " بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِى عَوَانَةَ. وَقَالَ فِى الحَدِيثِ: " ثُمَّ آتِيهِ الرَّابِعَةَ - أَوْ أَعُودُ الرَّابِعَةَ - فَأَقُول: يَارَبِّ، مَا بَقِىَ إِلا مَنْ حَبَسَهُ القُرآنُ ".

٣٢٤ - (...) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ نَبِىَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجْمَعُ اللهُ المُؤْمِنِينَ يَوْمَ القِيامَةِ فَيُلهَمُونَ لِذَلِكَ " بِمِثْلِ حَدِيثِهِمَا. وَذَكَرَ فِى الرَّابِعَةِ: " فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِىَ فِى النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ القُرآنُ - أىْ وَجَبَ عَليْهِ الخُلودُ ".

٣٢٥ - (...) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِى عَرُوبَةَ وَهِشَامٌ صَاحِبُ الدَّسْتَوَائِىِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ

ــ

وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فأستأذنُ على ربى فيؤذن لى ": معناه - والله أعلم - فى الشفاعة التى وعَدَهُ بها والمقام المحمود الذى ادخره له وأعلمه أنه يبعثه فيه، وجاء فى حديث أنس وحديث أبى هريرة ابتداء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد سجوده وحمده والإذن له فى الشفاعة بقوله: " أمتى أمتى " وجاء فى حديث حذيفة بعد هذا وذكر الحديث نفسه فقال: " فيأتون محمداً فيقوم ويؤذن له، وتُرسل الأمانةُ والرحم، فيقومان جَنْبَتى الصراط يميناً وشمالاً، فيمُر أولهم كالبرق " وساق الحديث، وبهذا يتصل الحديث (١)؛ لأن هذه هى الشفاعة التى لجأ الناس إليه فيها، وهى الإراحةُ من الموقف، والفصل بين العباد، ثم بعد ذلك حلت الشفاعة فى أمته وفى المذنبين، وحلت شفاعةُ الأنبياء وغيرهم والملائكة (٢) كما جاء فى الأحاديث الأخر، وجاء فى الأحاديث المتقدمة فى الرؤية، وحشرِ الناس، [و] (٣) اتِّباع كُلِ أمةٍ ما كانت تعبُدُ، ثم تمييز المؤمنين من المنافقين ثم حُلول الشفاعة ووضع الصراط، فيحتمل أنه الأمر باتباع الأُمم ما كانت تعبُدُ هو أول الفصل والإراحَةُ من هول الموقف أول المقام المحمود، وأن الشفاعة التى ذكر حلولها هى الشفاعة فى المذنبين على الصِراط، وهو ظاهر الأحاديث، واْنها لمحمد نبينا وغيره كما نص فى الأحاديث، ثم ذكر بعدها الشفاعة فيمن دخل النار، وبهذا تجتمع متون الأحاديث، وتترتب معانيها، ولا تتنافر ولا تختلف، إن شاء الله تعالى.

وقوله: " لم يبق فى النار إلا من حبسه القرآن ": أى وجب عليه الخلودُ، وفى الرواية الأخرى: " من وجب عليه الخلود " حجةٌ لما أجمَع عليه المسلمون، إلا من تَبِع


(١) يعنى أن الراوى أسقط من حديث أنس ما عدا شفاعة الإخراج.
(٢) زيد بعدها فى الأصل: والنبيين. وهو وَهْم لسبق ذكرهم قبلها.
(٣) ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>